Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الكورد والتركمان والمادة 140

 

سربست بامرني

حدثان جديران بالاهتمام من التأريخ القريب:

في اعقاب الحرب العالمية الاولى وانتصار الحلفاء على الدولة العثمانية شكل البريطانيون في كركوك مجلسا لادارتها تكون من اثنا عشر شخصية من وجوه المدينة وبالنسب التالية ( 6 كورد، 3 تركمان، 1 عربي، 1مسيحي، 1يهودي) وهي اشارة واضحة للتركيبة السكانية  في كركوك التي يتعمد البعض تجاهلها اليوم.

الحدث الثاني كان عام 1963 خلال مؤتمر كويسنجق للحزب الديموقراطي الكوردستاني وتحديدا يوم 19/3/1963 التقى الزعيم التأريخي مصطفى البارزاني وفدا تركمانيا مؤلفا من السادة (ابراهيم بك نفتسي وحسين اوجي ومظهر التكريتي ومجيد حسن وفاضل الصالحي) وجرى خلال الاجتماع حوار معمق حول وضع التركمان وصدر بيان مشترك اكد على ( التأكيد على الاخوة القائمة بين الكورد والتركمان والتعاون في سبيل تعزيزها بكل الوسائل الممكنة)  وقد ارتاح الوفد كثيرا بعد ان وعدهم القائد البارزاني بانه يدافع عن المضطهدين اينما وجدوا في العراق وكوردستان.

التركمان الذين يشكلون ثالث قومية في العراق والثانية في كوردستان، تعرضوا منذ تأسيس الدولة العراقية الى الاقصاء والتهميش وسياسة التعريب التي مارسها النظام الدكتاتوري وفرض قيودا عديدة على استعمالهم للغتهم الام وحاول بصورة ممنهجة الغاء تراثهم وثقافتهم القومية، وتعرضوا اسوة بابناء كوردستان للتطهير العرقي والقمع المنظم وحتى حرمانهم من تملك اي عقار مالم يغير المواطن التركماني قوميته الى العربية ويثبت انتمائه لاحدى العشائر العربية المستوردة للمنطقة وفق السياسة السيئة الصيت ( تصحيح القومية).

واضح ان شعب كوردستان وقيادته الوطنية في الوقت الذي يكنان بالغ الاحترام والتقدير للمكون التركماني وحقوقه الوطنية والانسانية لن يتنازلا عن كوردستانية المناطق المسماة بالمتنازع عليها ولم يكن موافقة ممثلي شعب كوردستان على الدستور الاتحادي والمادة 140 تحديدا الا تعبيرا عن حسن النية والالتزام بوحدة العراق الاختيارية الطوعية، ومن المؤكد ان تنفيذ مواد الدستور كان ولا يزال قادرا على تجنيب العراق وكوردستان والعلاقات التاريخية بين مكوناته الكثير من المشاكل والازمات التي تركت اثارا سلبية عديدة خاصة بقدر تعلق الامر بالمادة 140 وتبجح البعض بانهم عرقلوا تنفيذها لاكثر من عشر سنوات لكي يبقى الموضوع قنبلة موقوتة تهدد الكيان العراقي ومستقبله، وما محاولات اليوم للالتفاف حول تنفيذ هذه المادة باشكال مختلفة الا جزأ من المحاولات المشبوهة السابقة للابقاء على هذه القنبلة الموقوتة.

لقد ان الاوان للشعبين الكوردي والتركماني احياء العلاقات الانسانية المتميزة بين الطرفين والبدء بصفحة جديدة من التعاون والعمل المشترك والمساهمة الجدية في حكومة كوردستان المقبلة وتجاوز حالة الاحتقان والتوتر المرضية التي يحاول البعض اثارتها وتتعارض كليا مع المصالح المشتركة للشعبين والعمل سوية من اجل تنفيذ المادة 140 وحل المشاكل مع المركز الاتحادي وهو الطريق الصائب والسليم لضمان حقوق التركمان الديموقراطية والانسانية المشروعة، ومن المؤكد ان هكذا مبادرة ستسقبل بكثير من التقدير والاحترام وتساهم بشكل فعال في ارساء اسس مستقبل افضل للاجيال القادمة.

sbamarni14@outlook.com