Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

من اجل كوردستان قوية

 

سربست بامرني*

إنتهت الانتخابات العامة، بما لها وما عليها، كافأ الشارع الكوردستاني الكتل السياسية التي دافعت عنه وعن حقوقه القومية الديموقراطية المشروعة كما في حالة فوز الحزب الديموقراطي الكوردستاني ( 45) مقعدا وغرم اخرين لأسباب عديدة اهمها وقوعهم في مطب اخطاء استراتيجية قاتلة ومواقف متعارضة تماما مع المصالح الوطنية العليا لشعب كوردستان وكادت ان تشكل تهديدا خطيرا لكل ما انجزته الحركة الوطنية الكوردستانية خلال ما يقرب قرن من الزمان.

الان وبعد ان قام المواطن الكوردستاني بواجبه الوطني رغم كل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة، فهو ينتظر حكومة قوية قادرة على تجاوز الصعوبات التي تعترضها سواء في مجال الادارة والخدمات والانفاق وتسريع وتائر التنمية او في مجال التعامل مع المركز الاتحادي في بغداد بما يكفل تطبيق مواد الدستور والمادة 140 تحديدا وضمان حصول الاقليم على حصته العادلة من الميزانية الاتحادية العامة وحل المشاكل المتعلقة بالپێشمه‌رگة والطاقة وقبل كل هذا وذاك فان الشارع الكوردستاني الذي صوت بنسبة 93% لصالح الاستقلال يطالب بشراكة حقيقية في ادارة الدولة وصنع القرار المركزي، فالامر لا يتعلق بعدد الحقائب الوزارية والمناصب السيادية بقدر ما يتعلق بضمان شراكة حقيقية باعتبارهم  ثاني اكبر قومية رئيسة في البلاد وبدون هذا الضمان فإن اي حديث عن وحدة العراق والهوية الوطنية الجامعة سيكون حديث خرافة.

لما سبق فان احد اهم مقدمات تشكيل حكومة قوية في الاقليم من اجل كوردستان قوية يكمن في استنادها الى قاعدة جماهيرية عريضة تساهم بهذا الشكل او ذاك في دعم واسناد الحكومة ومراقبة حسن ادائها وتقويم اجراءاتها وهذا يعني فتح صفحة جديدة في العلاقات بين القوى الرئيسة في البلاد والبدء بعملية مصالحة وطنية شاملة تتجاوز سلبيات المرحلة السابقة وتعيد ترتيب اوضاع البيت الكوردستاني بما يتفق والمصالح العليا له وتشرع الابواب امام حوار وطني شامل من اجل تحقيق افضل صيغة ممكنة للعمل المشترك والمنتج، ولذا تأتي مبادرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالاعلان عن وفد تفاوضي لزيارة القوى والكتل السياسية والحوار معها تعبير عن ارادة الشارع الكوردستاني وتأكيد على حسن النوايا وعلى ان الحزب الذي فاز بالمرتبة الاولى في الانتخابات العامة على استعداد لاقصى درجات التعاون والعمل المشترك رغم تعرضه في الفترة السابقة لاعنف الهجمات السياسية وغيرها كثير.

ان تشكيل حكومة قوية متجانسة تستند على قاعدة شعبية عريضة من الاختصاصيين الذين يملكون قدرا كافيا من التجربة في الادارة والحكم والخبرة في مجال عملهم، ستكون حتما ضمانا لكوردستان قوية ومن المفروض والمتوقع ان تستقبل القوى الوطنية الكوردستانية مبادرة الحزب الديموقراطي الكوردستاني ( القادر على تشكيل الحكومة لوحده) بكثير من الايجابية والتعاون والحرص على مستقبل التجربة الكوردستانية.........عسى ولعل.

sbamarni14@outlook.com