شيخ زيدو باعدري

    إن لكوردستان بأجزاءها الأربعة تاريخ مأساوي مليء بالتراجيديا، ولهم نضال قل نظيره في العالم من أجل نيل الحرية وبلوغ المنال ومنذ قرون.. للحصول على حقوقهم المشروعة المسلوبة من قبل جيرانهم من عرب وترك وفرس.

ونحن لسنا بصدد سرد المعارك والحروب التي خاضها الكورد عبر التاريخ وذكر الشخصيات والقادة الأبطال ممن قدموا أروع صور البطولات والملاحم، بل نحن في صدد تركيز الضوء على نقطة التحول في تاريخ نضال الكورد (خوناسين) ريفراندوم أي تقرير المصير نحو التحرر من سلطة البقية.. هذا القرار الجريء والخطوة التي أتخذها السروك مسعود بارزاني  بشخصیته الكاریزمیة كان تحدياً كبيرا لقوى الظلام من أعداء الكورد وعملاءهم في الداخل. نعم رغم التحديات الكبيرة ورغم التحذيرات المتكررة ان السروك لم يتراجع عن قراره وتمت سير العملية بنجاح وبوجود مراقبة منظمات دولية وتغطية اعلامية واهتمام دولي منقطع النظير، وبلغت نسبة المشاركة اكثر من 90% ونسبة التصويت ب (نعم) كانت ساحقة مؤيدين ومطالبين بالتحرر والسير نحو وضع أول لبنة لتأسيس دولة كوردية معاصرة.

     فبالرغم من محاولات الكثيرين اجهاض الأُمنية ومن ثم قتلها في المهد إلا ان جميعها باءت بالفشل وانتصرت ارادة الجبل الشامخ وخرج النور من كهف شاندر كعبة الكورد تاريخياً بفضل حكمة وخبرة السروك.

     25 من سبتمبر سيصبح نوروزاً أخراً للكورد وسيحتفل به الأجيال تلو الأجيال وستصبح ذكرى خالدة وعنواناً للفلكلور الكوردي ولغتنا الأصيلة وصرخةً بوجه الأعداء ممن يحاولون محو الوجود الكوردي.

     الحرية والتمتع في الحياة ليست حكراً على أقوام دون غيرها.. لماذا لكل الاقوام والشعوب دولهم وأرضهم ولغتهم وممنوع  فقط على الكورد وحرام وغير جائز.. كما ذكرنا ان السروك وضع اللبنة الاولى وعلى بقية الأجيال إكمال المسيرة نحو غد مشرق ولنتذكر دائما ان الحقوق لا تنال بالتمني بل تؤخذ عبر تقديم التضحيات من دماء وأرواح.

      ألف مبروك للكورد هذه المناسبة العظيمة المباركه وألف نعم للإستقلال ونيل الحقوق نعم ل (الخو ناسين) ريفراندوم.