Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

93% انتصار لإرادة امة

سربست بامرني *

مائة عام وحركة التحرر الوطني الكوردستاني تخوض غمار كفاح بطولي شاق طويل الأمد من اجل الحرية والحقوق الديموقراطية والإنسانية وقدمت خلاله مواكب من الشهداء والضحايا واستطاعت ان تحقق إنجازات باهرة بكل المقاييس فيما اذا اخذ بنظر الاعتبار كونها حركة وطنية لشعب اعزل محروم من ابسط الحقوق الإنسانية تلاقت المصالح الدولية بعد الحرب العالمية الأولى على تقسيم بلاده بين اربع دول محتلة والتي تعاونت فيما بينها طيلة قرن من الزمان على اخماد لهيب النضال الوطني الكوردستاني وارتكبت مجازر رهيبة بحق الشعب الكوردي تاركة وراءها الخراب والدمار والالاف المؤلفة من الضحايا الأبرياء بهدف صهره في بوتقة هذه القومية او تلك وإلغاء وجوده وثقافته ولغته التي لم تسلم من حقد العنصريين.

رغم كل ما سبق من همجية وعنصرية محتلي كوردستان فقد حققت الحركة الوطنية الكوردستانية انتصارات عديدة باهرة نتيجة الصمود البطولي للشعب الكوردستاني وتضحياته الجسام في سبيل الحرية ولعل ابرز هذه الانتصارات اطلاقا كان ما حققه الزعيم التاريخي الراحل مصطفى البارزاني في الحادي عشر من اذار 1970 حيث اقرت الحكومة العراقية الحكم الذاتي لكوردستان العراق وكان من الممكن ان يؤدي الالتزام به الى بناء عراق ديموقراطي متطور، وثاني هذه الانتصارات التاريخية كان خروج شعب كوردستان برمته في 25/9/2017 تلبية لنداء الرئيس مسعود بارزاني للأدلاء برأيه في الاستفتاء على الاستقلال والذي وضح للعالم اجمع ومن خلال عملية التصويت الديموقراطية والسلمية الحضارية اختياره الاستقلال بنسبة 93%.

المؤسف ان العقلية العنصرية والمصالح الإقليمية والدولية حارسة الحدود المرسومة على الرمال والتي تتشدق يوميا بحقوق الانسان زورا وقفت ضد هذه الممارسة الحضارية الديموقراطية دون أي مبرر منطقي او قانوني او دستوري، فقد شنت حكومة السيد حيدر العبادي حربا قذرة ضد شعب كوردستان وأعادت احتلال 51% من أراضيه ونفذت جريمة غزو كركوك ومجزرة خورماتو بدم بارد في خرق فاضح للدستور الاتحادي، وتبارى العنصريون والطائفيون في البرلمان العراقي في اصدار قرارات مجحفة تكرس عقوبات جماعية ضد شعب كوردستان فيما يشبه الهيستريا المرضية لوأد هذه التجربة الديموقراطية السلمية بالإضافة الى الصمت الدولي المخجل وسكوت الجهات التي تزعم كونها ديموقراطيات عريقة، الامر الذي أدى الى خيبة امل واسعة النطاق في الشارع الكوردستاني بمصداقية هذه الجهات ومزاعمها المتكررة حول حقوق الانسان والقيم الديموقراطية، واذا كان ردة فعل محتلي كوردستان وحكومة بغداد العنصرية والطائفية مفهوما فان الموقف الدولي والاممي كان حقا مهزلة المهازل ووصمة عار في جبين كل من وقف ضد هذه الممارسة الإنسانية السلمية المشروعة.

واضح ان شعب كوردستان الذي لبى نداء الرئيس مسعود بارزاني وقيادته الفكرية والتنظيمية للاستفتاء الشعبي العام في 25/9/2017 بنسبة تأييد فاقت كل التصورات 93% حقق واحدا من أكبر انتصاراته وأصبح الاستفتاء وثيقة تاريخية وصكا للحرية القادمة عاجلا ام اجلا، وهي تذكير للعالم اجمع بانه قد آن الأوان لوضع حد للظلم التاريخي الذي مورس ضد الشعب الكوردي طيلة قرن كامل من الزمان.

من المؤكد ان الرقم 93% سيصيب كل العنصريين بالأرق الدائم كما سبق وان اصابهم بالدوار وفقدان التوازن في الوقت الذي ستواصل حركة التحرر الوطني تقدمها نحو الامام، نحو الحرية وتحقيق امال 93% من مواطني كوردستان (إذ كيف تخمد ثورة شعب وهو مستعد لدفع الثمن ـ جواهر لال نهرو عن القضية الكوردية).

sbamarni14@outlook.com