سربست بامرني*

ليس من السهل في عالمنا اليوم ان يحتفظ حزب سياسي طيلة سبعة عقود بموقعه الجماهيري القوي وتأثيره المتميز في تشكيل الاحداث وتطورها ما لم يكن مرتبطا ارتباطا وثيقا بهذه الجماهير وأهدافها وحقوقها المشروعة خاصة اذا كان هذا الحزب يتعرض وباستمرار للهجوم المنظم المعادي بهدف انهائه وتحجيمه كما هو الحال مع الحزب الديموقراطي الكوردستاني المدافع الأساسي والاهم عن الحقوق القومية الديموقراطية والإنسانية المشروعة لشعب كوردستان، وفي قراءة سريعة لبرنامج الحزب للانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في الثلاثين من الشهر الحالي يظهر بوضوح مدى ارتباط الحزب لا فقط بجماهيره واعضائه وانما بعموم شعب كوردستان ومختلف مكوناته الاجتماعية.

في الجانب السياسي أعاد البرنامج التأكيد على الثوابت الكوردستانية الديموقراطية والوطنية العادلة ورفض التنازل عنها، والعمل من اجل صيانة وتعزيز وحدة الصف الوطني وضمان الحقوق الدستورية لشعب كوردستان بما فيها تنفيذ المادة 140 الدستورية وعلى أساس الشراكة والتوازن والتوافق، كما اكد البرنامج على موضوع أساسي اخر وهو ضرورة تشكيل حكومة قوية قادرة على تنفيذ بنود البرنامج وحماية المصالح الوطنية العليا لشعب كوردستان ووحدة تراب الإقليم وضمان العدالة واستقلال القضاء وضرورة تقديم مشروع دستور عصري ديموقراطي للبرلمان المقبل ليكون مصدرا للشرعية والقوانين والأنظمة وينظم العلاقات مع السلطة الاتحادية وفقا للدستور.

البرنامج الانتخابي أكد أيضا على ضمان حريات المواطن الأساسية بخاصة حرية النشاط السياسي والإعلامي والتصدي للفكر والنشاط الإرهابي ورفض اي إجراءات تحد من حرية التعبير والنشر او تدعو للأفكار الرجعية والمتطرفة القائمة على أسس عنصرية او دينية او طائفية.

اقتصاديا واداريا فقد اكد البرنامج على ضرورة اجراء مراجعة شاملة للأساليب والأنظمة المتبعة خاصة فيما يتعلق بتقليص الإجراءات وتنظيمها وأيضا بما يتعلق بتوفير مصادر متنوعة أخرى للدخل وعدم الاعتماد على القطاع النفطي وحده وتشجيع وتنمية القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية وتشريع القوانين الخاصة بتسريع وتائر التنمية والتطوير وتقديم التسهيلات للمستثمرين الوطنيين والأجانب وضمان تحقيق اعلى مستويات التشغيل والقضاء على البطالة والبطالة المقنعة بالإضافة الى إجراءات واسعة وجذرية في الإدارة  وتحديثها يضمن تقديم افضل الخدمات للمواطن، وأيضا تنظيم التعيين في المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية على أساس الكفاءة والتخصص وإعادة النظر في المرتبات والامتيازات خاصة فيما يتعلق بشريحة المتقاعدين وضمان عدالة توزيع الموارد، هذا بالإضافة الى تطوير القطاع المصرفي الحكومي والأهلي وتعزيز تعاونها مع المصارف والمؤسسات المالية الدولية.

البرنامج الانتخابي للحزب الديموقراطي الكوردستاني شدد على حماية المنتوج المحلي بقوانين تنظم المنافسة مع المنتوج الأجنبي بالإضافة الى حماية الموارد المائية وتنظيم السدود وتطوير طاقاتها وتطوير الريف وتقليل الفوارق مع المدينة بتوفير كافة الخدمات اللازمة لتحقيق تنمية متوازنة شاملة.

اغلب الظن ان البرنامج الانتخابي للحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي احتوى على عشرة بنود رئيسية متعلقة بحياة المواطن والاسرة والمرأة والشباب سيحقق فوزا كبيرا، اذ يعبر حقا عن مصالح جماهير كوردستان ومطالبها المشروعة ويشكل خارطة طريق واضحة المعالم لحكومة الإقليم المقبلة، واذا ما تم الالتزام به وبتنفيذه فمن المؤكد انه سيحقق قفزة نوعية في حياة المواطن وفي تطوير مؤسسات الإقليم الإدارية والقانونية والاقتصادية ويضع المجتمع الكوردستاني على اعتاب مرحلة جديدة للتقدم الى الامام نحو تحقيق الأهداف الإنسانية والديموقراطية العادلة لشعب كوردستان وحركة التحرر الوطني الكوردستاني

sbamarni14@outlook.com