Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الكورد في بغداد

 

سربست بامرني

يخطئ من يظن ان عودة الكورد الى بغداد (الوفد المشترك للحزب الديموقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني) هو نتيجة الضعف وتغيير ميزان القوى في المنطقة والعراق، فقوة وصلابة القضية الوطنية الكوردستانية لا تعتمد على العلاقات مع بغداد او غيرها من العواصم وانما من عدالة القضية الكوردستانية والتفاف الأكثرية الساحقة للشارع الكوردستاني حول قيادته الوطنية واصراره على تحقيق أهدافه الديموقراطية المشروعة، واذا كان هناك من تغير في ميزان القوى فقد كان لصالح الحركة الوطنية الكوردستانية التي اثبتت بما لا يقبل الشك على مصداقيتها في التعامل واستعدادها الحضاري في التمسك بالطرق السلمية الديموقراطية لتحقيق أهدافها المشروعة بما فيها العودة الى بغداد والمطالبة بتطبيق الدستور الذي تنصلت السلطات الاتحادية المتعاقبة منه ومن تنفيذ بنوده خلال عقد كامل من الزمن كما حدث مع المادة 140 والتي تباهى البعض بانهم عرقلوا وحالو دون تنفيذ هذه المادة بالتأكيد لمعرفتهم حق المعرفة ان الأرض في كركوك وما يسمى بالمناطق المتنازع عليها (بتتكلم كوردي)*.

عدم الالتزام بالدستور الاتحادي ووضعه على الرف لم يقتصر على المادة 140 فقط فمن بين المواد ذات العلاقة بالشأن الكوردستاني تجاهلت السلطات الاتحادية المواد (4 و9 و48 و65 و105 و112 و114 و115 و118 و119 و120 و121 و140) وأدت هذه السياسة الى نسف جسور الثقة بين الشارع الكوردستاني وحكومات بغداد المتعاقبة.

مع بدء البرلمان العراقي دورته الرابعة والسجال المستمر حول الكتلة الرئيسة التي يحق لها تشكيل الحكومة من المفروض والضروري لكل الأطراف المشتركة في العملية السياسية تقدير واحترام عودة الكورد الى بغداد من موقع القوة وبالتالي إعادة بناء جسور الثقة وفتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية من خلال الالتزام بتنفيذ الدستور وبنوده المتعلقة بالشعب الكوردي ثاني أكبر قومية رئيسة في البلاد ووفق جدول زمني محدد.

لقد اثبتت الاحداث مرة أخرى مدى أهمية المشاركة الكوردستانية التي تشكل بيضة القبان اليوم في تحديد الكتلة الرئيسة ووجودهم في بغداد يشكل رسالة عميقة المغزى لمن يريد حقا حل مشاكل العراق بالطرق السلمية الديموقراطية خاصة ولدى الكورد خيارات أخرى كثيرة ومن المؤكد انهم لن يقبلوا بأقل من شراكة حقيقية في الحقوق والواجبات.

sbamarni@outlook.com

*الاقتباس من قصيدة شاعر المعذبين في الأرض المصري الانتماء والشامي الأصل المرحوم فؤاد احمد الذي وصفه البعض بانه منح اللهجة العامية جلالة الفصحى والذي كتب قصيدته (الأرض بتتكلم عربي) ولحنها وغناها الملحن الكبير سيد مكاوي