Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

ذات العقلية

آريان فرج

العبادي وكأنه يمتلك كركوك، ويحق له التعامل بها، أعلن رفضه المساومة عليها مع الكورد، من أجل تشكيل الكتلة الكبيرة.

يظهر أن هذا الرجل لايعرف حتى الآن تلك الحقيقة البسيطة التي تؤكد أن كل المصائب التي لحقت بالعراق والعراقيين والأخطاء السياسية التي أرتكبت، ناتجة عن الخرق المستمر للدستور وعن تلك العقلية التسلطية العقيمة غير الصالحة للإستعمال. لأنه لو كان يعرفها لكان يدرك أنه ليس الكورد وحدهم، بل أكثرية العراقيين صوتوا على دستور يعالج قضية كركوك ويتضمن خارطة طريق لمعالجتها، ويبدو أنه لا يعرف أن من يرفض الدستور لايحصل على تأييد المكونات.

الكورد متأكدون من كوردستانية كركوك كتأكدهم من أسمائهم، ويستندون على وثائق ومستندات تأريخية وجغرافية، وعندما شن داعش هجومه عليها، أثبتوا بالدم إنها مدينتهم وأنهم مستعدون لحمايتها بالدم، ومنعوا إصابتها بما أصاب الموصل.

الذين يدعون الآن أنهم يمتلكون كركوك، ويدعون أنهم لا يساومون عليها، رأيناهم كيف هربوا أمام الذئاب الدواعش. أمأ في الإستفتاء الذي جرى في أيلول الماضي، فقد أعلن أهالي كركوك قرارهم ورغبتهم وما يريدونه للعالم أجمع. مع ذلك ولأن الكورد يؤمنون بالدستور والمعالجات القانونية والعصرية، ويؤمنون ويحترمون قرار وإرادة الشعب، قَبِلوا منذ البداية بالتطبيع والإحصاء وإستفتاء يشارك فيه أهالي كركوك لحسم مصير مدينتهم وليس بفرض الأمر الواقع.

حالة كركوك الحالية، وسقوطها تحت سيطرة الميليشيات، حالة وقتية وغير إعتيادية، ناتجة عن خيانة. ولكن هويتها ثابتة ولاتتغير، ولا يمكن أن يفرض عليها واقعاً جديداً طويل الأمد. وهذه ليست المرة الأولى التي تحتل فيها كركوك، ولو كان الإحتلال يغير الهويات لتغيرت هويتها منذ زمن. 

أناس أقوى من العبادي وأكثر جبروتاً منه، جربوا أنفسهم في إحتلال كركوك ولكنهم فنوا. أما بناء الحسابات، لشخص يحلم بدورة أخرى في رئاسة الوزراء، على الوضع المؤقت الحالي في كركوك، فهو دليل على قصر النظر وعدم الواقعية وعدم قراءة التأريخين القديم والحديث وعدم أخذ العبر من التأريخ أصلاً.

ماذا فعل العبادي للعراق خلال السنوات الأربعة الماضية، عدى سرقة إنتصارات الآخرين؟ ألا يتذكر الإحتجاجات ضد الحرمان التي عبر عنها المواطنون خلال المسيرات؟ كيف يجرؤ على الحديث عن موضوع أكبر منه، ويتصور أنه مازال في  يخوض الحملة الإنتخابية؟.

محاولة الإظهار والمزايدة على أبناء المذهب والكتل المنافسة وبالذات في مجال معاداة التطلعات الكوردستانية، خلال الحملات الإنتخابية، لم تجمع الأصوات لأي كتلة شيعية أو عربية، ولاتنفع الآن، لأننا أمام تكوين الكتلة الكبرى وتشكيل الحكومة. الحكومة التي من المستحيل أن ترى النور دون موافقة المكون الكوردي. لذلك فإن زمان حديث العبادي قد إنقضى، ومثل هذا الحديث فاقد للأرضية المناسبة.