Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

72 عام من النضال والتضحية في سبيل قضية شعب

 

جلال شيخ علي

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تطور الشعور والحس القومي لدى الشعوب المضطهدة لنيل الحريات وبدأت بالنضال من اجل حياة حرة كريمة وباتت الحاجة الى ظهور احزاب وطنية تلبي المطالب القومية لدى هذه الشعوب أمرا واجب التحقق...

ورغم وجود الاحزاب السياسية الكوردية الى جانب وجود بعض الحركات الشعبية انذاك، الا ان هذه الاحزاب لم تستطع ان تلبي طموحات الشعب الكوردي، وبات من الضروري تشكيل او تأسيس حزب كوردستاني قوي وقادر علی مواجهة التغيرات، سيما بعد حل الاحزاب والتنظيمات التي كانت في الساحة الكوردستانية انذاك و بالاخص حزبي هيوا وشورش... وايمانا من الزعيم الخالد، مصطفى البارزاني والوطنيين من ابناء الشعب الكوردي، تم الاعلان عن تاسيس الحزب الديمقراطي الكوردي في 16 اب عام 1946 الذي اصبح شعلة النضال الكوردي والتفت الجماهير حول هذا الحزب لايمانهم بوطنية الحزب ومؤسسيه وعلى رأسهم البارزاني الخالد...هذا وانعم الله على الشعب الكوردي في السادس عشر من آب عام 1946 بولادة الرئيس مسعود بارزاني الذي حمل راية الحزب وقاده الى اعالي المجد.

كان اسم الحزب في البداية "الحزب الديمقراطي الكوردي"، وفي المؤتمر الثالث الذي عقد يوم 16 من كانون الثاني 1953 في مدينة كركوك، تقرر تغيير الاسم إلى "الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ليقود الحزب مرحلة جديدة من مراحل الكفاح المسلح الذي أثمر عن توقيع اتفاقية 11 آذار التأريخية  التي تعد أول اعتراف رسمي بحقوق الشعب الكوردي، وكان للرئيس مسعود بارزاني والفقيد الراحل ادريس بارزاني دورا  فعالا في وفد الثورة  من حيث تثبيت البنود والفقرات.

وبعد وفاة الأب الروحي للحركة التحررية الكوردية القائد الخالد (مصطفى البارزاني) تسنم المناضل ادريس بارزاني  دفة القيادة الميدانية، فكان عند حسن ظن الشعب الكوردي، إذ يعود له الفضل في رأب الصدع بين الحركة التحررية الكوردية، كما كان له الفضل في اعطاء الديمومة للحركة التحررية الكوردستانية...

الحزب الديمقراطي الكوردستاني عقد منذ تأسيسه الى يومنا هذا  13 مؤتمرا، وفي المؤتمر التاسع الذي عقد يوم 4 تشرين الأول 1979 أُنتخبَ الرئيس مسعود بارزاني رئيسا للحزب بتصويت المشاركين بالإجماع...

شكل الحزب طيلة العقود السبعة الماضية من عمره فصيل المقدمة في الحركة التحررية الكوردستانية مضحيا بالآلاف من أعضائه ومؤيديه في سبيل حرية شعب كوردستان ومستقبله، واستطاع خلال هذه العقود المتخمة بالتحديات ورغم قساوة الظروف  وشراسة أعداء الشعب الكوردي من تحقيق انتصارات مفصلية وإنجازات كبيرة بكل المقاييس دفعت بالقضية الكوردستانية الى مقدمة القضايا الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط،  وكان آخر انتصار وانجاز تأريخي للحزب وللرئيس مسعود بارزاني شخصيا هو الاستفتاء الشعبي العام الذي صوتت جماهير كوردستان خلاله بنسبة 92.7% لصالح الاستقلال في 25/9/2017 ليضع العالم  امام حقيقة رغبة وإرادة الشعب الكوردستاني، الا ان زيف الشعارات التي ترفعها مختلف المنظمات العالمية والمؤامرة الدولية والمحلية في السادس عشر من اكتوبر 2017 حالت دون تحقيق ذلك، ولكن دون ان تستطيع المساس بنتيجة الاستفتاء الذي اصبح بمثابة وثيقة رسمية سيتحقق اهدافها عاجلا أم آجلا .