Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

العبادي وخطر تقسيم العراق!

 

سربست بامرني*

في معرض تعداد منجزات حكومته قال السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي (تجاوزنا تحديات احتلال مدننا وسيطرة داعش عليها والازمة المالية والاقتصادية الخانقة وخطر تقسيم العراق).

واضح ان ما قاله السيد العبادي هو جزء من الحقيقة، فتحرير المناطق التي سيطرت عليها العصابات الإرهابية كان بمعونة الولايات المتحدة الامريكية وقوات الپێشمه‌رگة الباسلة التي بدأت حرب التحرير ونجحت في كسر شوكة الإرهاب واسطورته، ومن ثم سلمت انهاء المهمة للقوات العراقية خاصة فيما يتعلق بسهل نينوى ومدينة الموصل، وكان جزاء الدولة وحكومة السيد العبادي لا التنكر فقط لبطولاتهم ودورهم الأساسي وانما حتى الغاء أصواتهم في الانتخابات البرلمانية.

اما عن المنجز الاقتصادي وتجاوز ما سماه بالأزمة المالية الخانقة فان ارتفاع أسعار النفط والطاقة عالميا هي التي أدت الى تخفيف حدة الازمة التي لا تزال باقية دون نهاية واضحة في الأفق، ولم يكن نجاح حكومة السيد العبادي بسبب المشاريع التنموية والاستثمارات المحلية والخارجية ولا بسبب محاربة الفساد وحيتانها ولا نتيجة اتباع الحكومة لسياسة اقتصادية ومالية ونقدية ناجحة.

يبقى انجاز الحكومة لما سماه السيد العبادي بإنهاء (خطر التقسيم) ليؤكد مرة أخرى على التوجهات المسيطرة على إدارة البلاد والتي لا تستطيع الخروج من شرنقة الطائفية والعنصرية، فقد كان من المفروض على السيد رئيس مجلس الوزراء ان يعتذر للشعب العراقي عامة والشعب الكوردستاني خاصة عن احتلال 51% من أراضي كوردستان وتهجير مئات الألوف من أبناء المناطق المسماة بالمتنازع عليها وتنفيذ مجزرة خورماتو وزج القوات المسلحة العراقية في خرق واضح للدستور في نزاع داخلي واختلافات سياسية، او على اقل تقدير ان لا يتباهى بجريمة احتلال كوردستان وبمعونة اجنبية بحجة التصدي لما سماه ب ( خطر تقسيم العراق) خاصة وان القيادة الكوردستانية أعلنت مرارا وتكرارا قبل الاستفتاء التاريخي وخلاله من ان الشعب الكوردي لن يتخذ أي خطوة باتجاه اعلان الاستقلال الا عبر التفاهم والحوار وبالطرق السلمية والإجراءات القانونية التي قد تأخذ فترة زمنية طويلة ولم تهدد يوما ما بالتنفيذ الفوري لنتائج الاستفتاء، ولكن السيد العبادي وبمعونة خارجية كان مصمما على تنفيذ الاحتلال بدم بارد وفق مخطط استعماري عنصري متجاوب مع مصالح واجندات اجنبية وتأكيده حاليا على دحر( خطر التقسيم!!) يثبت ذلك.

السؤال الذي يفرض نفسه هو: كيف يتسنى لشعب كوردستان ان يثق بمثل هكذا عقليات عنصرية استعمارية وبالحكومة والدولة التي تتباهى باحتلال كوردستان وتعتبره إنجازا ضد ما تسميه (بخطر تقسيم العراق)؟

الأرجح ان هكذا عقليات عنصرية ستكون السبب في تقسيم العراق الذي لم يعد يملك أي مقومات للبقاء عدا الدعم الإقليمي المعروف، الامر الذي يذكر المرء بالمريض الذي توفي سريريا ويتنفس في غرفة الإنعاش بواسطة الأجهزة

sbamarni14@outlook.com