Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الى اين سيأخذنا صاحب الازمات؟


زينب سندي
رغم كل الدعوات المتكررة من الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية، لا يزال رئيس وزراء المنطقة الخضراء يتكابر في مسألة حل الخلافات مع اقليم كوردستان، فمن الواضح ان العبادي لايرغب بحل المشاكل العالقة، لا بل يرغب بتاجيجها لان حلها سيؤثر سلبا على اصواته في الانتخابات، فالرئيس يطمح بتولي رئاسة جديدة، لذلك نجح نجاحا باهرا في صناعة الازمات حيث من المعلوم ان صناعة الازمات ايضا فن من الفنون وعلم له احواله، فالعبادي محترف بصناعة الازمات كأسلافه نتيجة عمله الدؤوب لوضع سيناريوهات للازمات وليس لازمة واحدة ولديه دائما بدائل اذا ما فشل السيناريو الاول، اذن سيظل ساسة العراق محترفين وكعادتهم في صناعة الازمات حيث ان هناك جهة محترفة ومشاركة في العملية السياسية تحتفظ بابرز عناصر خلية الازمة  حيث لا يخلوا يوما من ايام العراق دون ازمة حقيقية.
لذلك نلاحظ ان وفي كل مرة تقوم فيها الاحزاب الحاكمة في العراق، بتطبيق علمهم لصناعة الأزمات في البلاد وتدخلها إلى صراع من نوع مختلف، أو تزيد حدة وعمق الصراعات القائمة بالفعل، ودائماً ما تكون النتائج هي الطبيعية والمتوقعة بمزيد من الضعف وتراجع الوضع الاقتصادي والامني إلى حدود خطيرة، وتزايد الانقسامات بين القوى السياسية وسلطات الدولة إلى مستويات تنذر بانهيار قادم وكامل يصعب تحديد تاريخه، لكن يمكن التأكد من قدومه .
والسؤال الذى يطرح نفسه باستغراب حقيقي هو ما الفائدة التى عادت على العراق شعباً ودولة من التطبيقات المستمرة لهذا العلم الفاسد وهذا الحقد تجاه كوردستان وشعبها سوى مزيد من الفوضى والخراب؟ وهناك ايضا اطراف سياسية داخل كوردستان وخارجه يحاولون بشتى الطرق ان يؤكدوا ان هذا الحصار الجوي والبري على الاقليم هو نتيجة اجراء العملية الديمقراطية التي شارك شعبنا فيها وادلى بصوته بنعم للاستفتاء، لكن العكس هو الصحيح لقد بدأ مخطط فرض الحصار وتجويع اهالي كوردستان قبل اجراء الاستفتاء بسنوات، وليسألوا انفسهم لماذا قرر رئيس الاقليم اجراء الاستفتاء؟ الم يكن نتيجة ظلم حكام بغداد تجاه كوردستان؟ ومن الغريب ان العبادي ينظر الى الاوضاع الاقتصادية في العراق عامة وكوردستان على وجه التحديد وكأن الامر لايعنيه، اذا كان يعتبر نفسه رئيسا لحكومة العراق كان عليه محاربة الفساد وتحسين الحالة المعيشية والصحية والخدمية للعراقيين عامة، لا ان يركز جل قدراته واهتماماته على محاربة اقليم كوردستان لابل يراهن على هزيمة الكورد فى إثارة كل تلك الأزمات، ولكن هل يظن مبتدعو علم الازمات ومطبقوه، بعد كل جهدهم فى صناعتها، أن نتائجها ستبقى لهم دولة أو مجتمعاً يسيطرون عليه ويحكمونه؟ فالعراق مهدد فى تماسك مجتمعه وكيانه، وبالتأكيد فإن لا أحد بعد هذا سيكون محمياً من التفكيك والفوضى والإطاحة، وفي مقدمتهم مبتدعو هذا العلم الفاسد علم صناعة الازمات، ان تحقيق الاستقرار السياسي وسيلة وهدف في ان واحد فهو وسيلة لتحقيق النجاحات والانجازات التي تؤدي الى التنمية والتطور، لذلك ان كل من يبني استراتيجيته على قاعدة صناعة الازمات انما لايريد بالبلد ان ينمو ويتقدم، وبالتالي فهو لايريد للجميع ان يتمتع بخيرات الوطن، اذن العبادي فشل فشلا ذريعا فيحاول التغطية على فشله بابتكار الازمات لانه وعد العراقيين بانه سيواجه المفسدين ويكافح الفساد لكن كيف له ان يحارب الفساد وهو المحترف والغارق في بحر الفساد، لكن هدفه الاساسي هو محاربة الاقليم حكومة وشعبا، وعمل بكل ما اوتي من قوة لزعزعة الاستقرار في كوردستان وتجويع اهلها لكن في المقابل اثبت نێچیرڤان بارزاني رئيس وزراء كوردستان للعالم ان كوردستان مع الحوار وحل الازمات لا صناعتها كما يفعل رئيس وزراء العراق لان الزعيم الناجح يبذل قصارى جهده لتطويق اي ازمة تحصل في البلاد، اما الزعيم الفاشل فيدفع ثمنا باهضا لافتعال الازمات، لذلك ان النقطة المهمة التي يجب علينا كمواطنين فعله هو ان نقف بوجه الزعيم الذي يكذب على شعبه كل ثلاثاء لابل كل يوم، الى متى نبرر له ازماته التي يتفنن في صناعتها ونحوله الى بطل قل نظيره؟ ان حيدر العبادي يلعب بالازمات والمشاكل التي تؤثر بشكل جدي وواضح بحياة مواطني كوردستان وارزاقهم  ويستخدمها كلعبة انتخابية حيث يبعث بلجان تدقيقية فنية الى الاقليم لبحث المشاكل بين الجانبين  لكن حتى الان لم يتحقق اي شيء، اذن سيبقى الحال على ماهو عليه لحين اجراء الانتخابات المزيفة، وعلیه من الضروري على حكومة وشعب واحزاب كوردستان ان تقف بوجه هذا الظلم لان الظلم لايعرف دينا ولا ربا وان من يعتدي على حقوق الناس هو مغتصب وينبغي التصدي له وبدون صحوة الشعب بكورده وعربه وتركمانه ومسيحييه من سباتهم العميق واذا بقي الحال كما هو فلا يسعنا الا ان نصلي صلاة الجنازة على المشهد السياسي برمته، اذن ياقادة ياساسة اتركوا حقدكم وانانيتكم، لتكن غايتكم خدمة الشعب والوطن خدمة ذوي الشهداء والمفقودين لا طمعا في السلطة والجاه.
وفي الخاتم اقول ان لكل ظالم نهاية، والإرادة ستنتصر .