Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الموقف الوطني المناسب بإيجاز

 

سربست بامرني*

أكثر من موضوع يشغل الشارع الكوردستاني واي منها يحتاج الى تفصيل وبحث معمق، مع ذلك فان وضع النقاط على الحروف أحيانا بإيجاز لا يخل بالمقصد ضروري ومنها:

-نتائج الاستفتاء الذي يعتبره البعض تراجعا ان لم يكن انهيارا في الوضع السياسي الكوردستاني بحسن نية والبعض الاخر المعادي بسوء نية للنيل من الإرادة الكوردستانية، لا أساس له من الصحة وعلى العكس استطاع الاستفتاء ان يحقق اكبر انتصار للقضية الوطنية الكوردستانية من خلال تجسيد وتحقيق وحدة الصف الوطني الكوردستاني وايصال صوت المطالبة بالحرية الى العالم الخارجي وفضح التوجهات العنصرية والطائفية للسلطات العراقية وحكومة حيدر العبادي بالذات التي اجتاحت بقواتها ومرتزقتها وتعاون حفنة من الخونة أراضي كوردستان وقلبها النابض كركوك، هذا الاجتياح بحد ذاته اثبت كوردستانية هذه المناطق، كما اثبت الاستفتاء ان الشعب الكوردي كان وسيبقى على حق في المطالبة بالاستقلال رداً على الإجراءات التعسفية والعقوبات الجماعية وجريمة طوزخورماتوو التي فرضتها وقامت بها الدولة العراقية بعد الاستفتاء المشروع والتي تسعى بشكل محموم لإلغاء إقليم كوردستان وتغيير الدستور في خطوة واضحة المعالم لإعادة النظام المركزي ان لم يكن الدكتاتوري بحلة جديدة.

نعم الاستفتاء كان نقلة نوعية كبيرة للحركة الوطنية الكوردستانية وانتصارا حقيقيا لارادة الشعب الكوردي.

-الازمة السياسية في كوردستان كانت ولا تزال تبقى ازمة مفتعلة كما اشرت لها في كل كتاباتي السابقة، اذ لم يكن الغاية منها ومن افتعالها أي مبرر دستوري او قانوني او وطني، فالكل يعرف اليوم ان مسألة ان يكون النظام في الإقليم رئاسي او برلماني لم يكن السبب الحقيقي وراء الازمة التي صنعتها اطراف معروفة وقد اكدت احداث السنتين الماضيتين ان الغاية منها كان فقط استهداف الحزب الديموقراطي الكوردستاني والسيد الرئيس مسعود بارزاني شخصيا لتبرير فشل هذه الاطراف السياسي والاقتصادي والخدمي وعدم قدرتهم على تحقيق الشعارات الرنانة التي اطلقوها لقواعدهم رغم مشاركتهم في السلطة التنفيذية، وبالتالي فقد أدت هذه السياسة الفاشلة أيضا الى سقوطهم في فخ معاداة شعبهم والتماهي والتجاوب مع ما تخططه الدوائر العنصرية والطائفية في بغداد لإلغاء إقليم كوردستان وهو ما يحدث اليوم.

دعوة الرئيس بارزاني لإجراء الانتخابات في أقرب فرصة ممكنة هي الحل الأمثل والدستوري والوطني لإعادة العملية السياسية الى مسارها الصحيح ولوضع حد لهذا الاستهتار بالمصالح الوطنية والقومية العليا خاصة مع الانقسامات الاميبية لبعض الأطراف وظهور مجموعات نكرة جديدة تغذيها القوى المعادية لشعب كوردستان في محاولة للتأثير على وحدة صف الشارع الكوردستاني من القضايا الوطنية المصيرية مستغلة الأوضاع المعاشية الصعبة للمواطنين نتيجة الحصار الاقتصادي الذي فرضته حكومة العبادي.

نعم للانتخابات في اقرب فرصة ممكنة وباكثر قدر من الشفافية  ومشاركة المنظمات والجهات الدولية والوطنية المهتمة تفاديا للاتهامات الجاهزة التي سيسوقها البعض للنيل من نزاهة الانتخابات.

-الحوار: نعم للحوار قالها الرئيس بارزاني قبل الاستفتاء وبعده من اجل السلام والعدالة وضمان الحقوق والشراكة الحقيقية في صنع القرار وفي تحمل مسؤولية البناء وإعادة الاعمار و..... الخ. ولكن تجربة الأشهر القليلة الماضية اثبتت بما لا يقبل الشك ان رئيس مجلس الوزراء الاتحادي حيدر العبادي يرفض الحوار قطعا، حتى ان تصريحاته ووعوده أصبحت موضع تندر وسخرية المواطنين، فالرجل لا يريد الحوار ولا يقبل به، وعليه الحوار مع من؟

لقد ان الأوان لوضع نهاية للجهود المبذولة من اجل الحوار مع من يرفض الحوار والتوجه نحو العالم الخارجي والعلاقات الدبلوماسية والمحاكم والهيئات القضائية والمنظمات الدولية المختصة بما فيها محكمة العدل الدولية، خاصة والدولة العراقية ضربت بمواد الدستور عرض الحائط (المادة 140 مثالا) وكل الحقائق على الأرض تشير الى ان حكومة العبادي تعمل من اجل الغاء الدستور الاتحادي وبالتالي الغاء إقليم كوردستان، الامر الذي يعطي الحق لشعب كوردستان في الاستقلال مادام بقية الشركاء لا يلتزمون بقواعد الشراكة، وأيضا وفق لكل القرارات الدولية ومقررات الأمم المتحدة وشرعية حقوق الانسان المختصة بمثل هكذا حالات.

نعم للحوار ولكن مع من يريد الحوار لا من يرفضه بغرور وعنجهية صبيانية.

sbamarni14@outlook.com