Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

خفايا مؤتمر سوتشي

كجال درويش*
يتفق الكثير من المراقبين والمحللين الدوليين، على ان مؤتمر سوتشي والذي سيكون بمثابة نقطة الفصل وتحول في حل الازمة السورية الراهنة،  وبان اجتماع آستانة الثامن واللقاءات الأخيرة التي سبقت موتمر سوتشي والتي جمعت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره بشار الاسد ومن ثم مع الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب اردوغان حيث تتقاطع المصالح المشتركة بين المجتمعين الأربع والاتفاق على نقاط تخص المصالح ولاتنقذ الشعب السوري.

اي وضع اللبنة الاولى حل جذري لحل الازمة السورية الراهنة ، كما تم الاتفاق ايضاًعلى إطلاق حوار سوري وطني شامل لإنهاء الأزمة في سوريا.
تم دعوة 1500 شخص من كافة المكونات والقوميات و الاحزاب السياسية والمنظمات والمثقفين والكتاب وو..الخ ، من اجل وضع تسوية سياسية ومصالحة وطنية ومن ثم دستور جديد لسوريا المستقبل.

هنا نستطيع ان نقول بان القمم و الاجتماعات التي سبقت موتمر سوتشي ، كانت بمثابة صفعة على الوجه للمعارضة السورية وفصائلها العسكرية لانها كانت تهدف لإضعافها تحت شعار وقف إطلاق النار في مناطق التماس والتوتر والقبول ببشار الاسد ونظامه الحالي.
طبعا السؤال هنا الـ 1500 شخص ماذا يستطيعون ان يفعلوا او يقدموا في موتمر سوتشي لسوريا المستقبل؟ لان الدستور السوري الجديد والشكل الجديد لسوريا المستقبل يحتاج الكثير من الموتمرات والاجتماعات وورشات العمل وإجماع سياسي لتحضيره ، طبعا هنا يتفق الجانبان النظام والمعارضة في نقطة واحدة وهو رفض الدستور الجديد الذي سيكون خارج إرادة الشعب السوري.

نعلم جيدا بان روسيا وتركيا لديهم اجندات ومصالح مشتركة لتوزيع الكعكة والمصالح السورية بينهما وهما يقومان بتمرير مصالحهما في سوريا عن طريق تسويق الحل السياسي.
المصالح التركية هي الحفاظ على الفصيلين العسكريين في الجيش الحر في الشمال السوري وهما (فيلق الرحمن و جيش السلطان مراد) التابعان للمعارضة التركمانية التابعة والمدعومة من تركيا، والهدف مهمتهما ضرب القوات العسكرية التابعة لحزب الـ ب ي د (YPG) وقطع طريق عفرين وعزلها للدخول اليها لاحقاً.

لماذا تريد الحكومة التركية القضاء على الـ ب ي د وقوأتها العسكرية واتهامهم بانهم الحديقة الخلفية للـ PKK، لأنهم يرون أمن تركيا، بمساعدة السوريين، لذا تتحرك ليكون لها يد في رسم خارطة سوريا المستقبلية، هنا نقطة مهمة يجب ذكرها حيث قالها اردوغان مراراً 
وهي (بان الكورد في سوريا هم اخوتنا وعلى المجلس الوطني الكوردي تمثيل الكورد في سوريا...).

المصالح الروسية في سوريا المستقبل فهي استراتيجية واقتصادية وتتجاوز جميع مصالح الدول التي تريد ان تاكل من الكعكة السورية ،من الناحية الاستراتيجية، وماينغص تلك المصالح خلق التوازن الاستراتيجي بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية ، الموجودة حاليا في العراق.

امريكا التي امتد نفوذها الى الشمال السوري بعدما كانت القوات العسكرية التابعة للـ pyd حليفاً استراتيجياً للروس تخلوا عنهم في حرب التحرير في كوباني ، وأصبحوا حلفاء للأمريكان ومن ثم تأسيس قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبر الـ ypg عاموداً فقرياً لتلك القوات.
طبعاً ما زال الموقف غير واضح بخصوص تلك القوات من قبل الأمريكان ، ومانتيجة أو مكاسب التحالف.

روسيا ستبقى في قاعدة حميميم لمدة 75 سنة واستثمارات النفط السوري لمدة 25 سنة والحديث عن مشاريع بناء سوريا المستقبل ستكون من حصة ايران وروسيا معاً.
اما الشعب السوري فلا حول ولا قوة في النهاية ، فهل سيخضع لهذه الشروط المسبقة التي ستفرض عليه في موتمر سوتشي.


*كاتب كردي سوري