Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

كوردستان في القلب.. كوردستان في أمان

خالدة خليل

ستمر هذه الأشهر الاولى من السنة الجديدة عسيرة على بعض الكتل السياسية في العراق، التي تنوي أن يكون لها وزن اكبر في تأثيرها السياسي في البلاد، لدرجة أنه تم تحويل الأهداف التي يسعى اليها الكثيرون الى نفعية بالدرجة الاولى، ناسين أو متناسين أن الصراع بهذه الطريقة يفسد العملية الديمقراطية الغائبة أساساً عن العراق في السنوات الاخيرة، كون معظم الكتل السياسية تحول ولاؤها الى مذهبي وطائفي، بل وتحول الصراع الى صراع مصالح وأغلبية سياسية همشت مكونات اخرى مهمة في العراق مثل الكورد، مما جعل الديمقراطية على شفا إنهيار، بعد الوقوع في مستنقع الطائفيات البغيض.
ولا ابالغ اذا عقدت مقارنة يمكن لأي قارئ ان يستشفها من الواقع السياسي في العراق اليوم، وبعد أن نمد سهم الذاكرة الكوردية مع قوس النضال الذي استمر عقوداً طويلة، حتى نضجت فكرة الديمقراطية واختمرت عند الكورد، بينما كانت عرضة للتفتت والضياع عند الطرف الاخر بسبب الصراع الطائفي والمذهبي.
وهذا الفارق الكبير أدى بالطرف الذي يمارس الأغلبية السياسية الى الضغط السياسي على الكورد، ومعاقبتهم والتكتم على الحقائق في صراعهم لكسب الأصوات. بل أصبحت وطنية البعض تتناسب طردياً مع شدة ضغوطاتهم على الكورد وقسوة تعاملهم معهم خاصة مع الأطراف الرسمية التي تمثل حكومة اقليم كوردستان والمنتخبة من قبل الشعب الكوردي.
ينبغي ان يدرك السياسيون العراقيون أن استقرار العراق وسط هذه الامواج الهائجة في منطقة الشرق الأوسط ، هو مكسب فعلي في هذه الفترة المتأزمة، وبأن هذا الاستقرار لايمكن ان يتم عند إقصاء مكون هام وفعّال وهم الكورد. فالكورد شعب يعرف كيف يتدبر شؤونه، ومتمسك بأرضه، ولديه ثوابته التي لايمكن زعزعتها. لذا فان إحترام الكورد واحترام تضحياتهم ونضالهم هو ضرورة لكي لايتحول الامر الى رد فعل يصبح فيه الابتعاد عن العملية السياسية أمراً واقعاً. وليتهم يتعلمون من الكورد معنى الوطن والوطنية، لأن الوطن هو الوجود وهو الثابت الراسخ. بينما السياسات متغيرة وهي المتحول الذي يجب ان يكون في خدمة الصالح العام وليس الخاص.
جدير بهم ان يتعلموا من موقف البرلماني الكوردي بايدمير حين وضع يده على قلبه وردَّ بكل بسالة: هنا تقبع كوردستان، كون الجغرافية ليست عائقاً أمام هذا الشعور والوجدان أولا، ولأن الانتماء موقف ومبدأ وليس مجرد دورة انتخابية نفعية ثانياً.