Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

حكومة السيد العبادي تفرض التقسيم العدائي!

سربست بامرني*

 

قبل ان يصوت شعب كوردستان بنسبة 92,76% لصالح الاستقلال يوم25/9 التاريخي وبعد التصويت أيضا اكدت القيادة الكوردستانية على ان شعب كوردستان لن يمارس حقه المشروع في الاستقلال الا بعد الاتفاق والتراضي والتقسيم الودي الذي يؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات الكوردستانية ـ العربية يسودها السلام والتعاون والعمل المشترك من اجل غد أفضل للشعبين.

 

ما سبق كان ولايزال يعبر عن الأسلوب السلمي والحضاري والإنساني الذي يريد به الكورد معالجة موضوع الاستقلال على عكس ما تقوم به الدولة العراقية وحكومة السيد حيدر العبادي التي تمارس كل الأساليب القمعية اللادستورية واللاقانونية بما فيها احتلال أراضي كوردستان المغتصبة لتقسيم يؤسس لحرب أهلية وعداء دائم يترك اثاره السلبية على الأجيال القادمة.

 

حكومة السيد العبادي ومن يقف وراءها تشن حربا حقيقية ضد شعب كوردستان في كل مناحي الحياة اعتبارا من رفض الحوار وفرض الشروط التعسفية اللاواقعية التي لا وجود لمثلها الا في المخيلة المريضة لبعض مراكز القرار في بغداد مرورا بفرض العقوبات الجماعية والحصار الاقتصادي وحرمان الإقليم من حصته في الميزانية وإلغاء النظام الفيدرالي عمليا ومحاولة تغيير الواقع القومي في المناطق المغتصبة من كوردستان...... الخ الإجراءات العدائية المنافية للدستور ولأسس العلاقات التاريخية بين الكورد والعرب.

 

الإجراءات القمعية الدموية في المناطق المغتصبة لاسيما في خورماتو ادت الى انفجار الغضب الشعبي العارم الذي تجسد في المقاومة المسلحة لفرق التحرير كما كان متوقعا والتي كتبت عنها في مقالتي (هل بدأت المقاومة المسلحة في كوردستان؟) المنشورة في ايلاف الغراء 8/11/2017 وقلت: ان الاعمال الانتقامية الواسعة النطاق وتغيير الواقع القومي هي (السبب في بدء شرارة المقاومة المسلحة التي ستزداد توسعا وقوة خلال الفترة المقبلة) ولكن الدولة الاتحادية وحكومة السيد العبادي بدلا من ان تلغي الأسباب المؤدية لهذه المقاومة واصلت عن عمد وسبق إصرار سياساتها العنصرية والطائفية ضد شعب كوردستان.

 

ان ما يحدث اليوم هو قطعا بسبب امعان حكومة العبادي في رفض كل الحلول المؤدية الى السلام، مما يؤكد مرة أخرى حقيقة ان احتلال الأراضي المغتصبة من كوردستان بما فيها قلبها النابض كركوك لا علاقة له بالاستفتاء وان الهدف الحقيقي لهذه الحكومة كان إعادة احتلال هذه المناطق، وأنها كانت تنتظر فقط الفرصة المناسبة التي وفرها لها حفنة من الخونة البائسين والدعم الإقليمي المعروف.

 

من الواضح ان كل ممارسات حكومة العبادي تتجه نحو التصعيد والحرب الاهلية والتقسيم العنيف الدموي خاصة بعد ان فشلت ومن يقف خلفها في احتلال كافة مناطق كوردستان، وعلى كل الأطراف والجهات المهتمة بمستقبل كوردستان والعراق واستمرار العلاقات الودية الإنسانية بين الشعبين الكوردي والعربي توحيد جهودهم لإيقاف عجلة جنون العظمة المزيفة ونشوة النصر المزعوم التي ستؤدي الى كارثة إنسانية ان واصلت الدولة العراقية نهجها العدواني الخطير وأغلقت كل أبواب الحوار والتفاوض.

 

المراهنة على بقاء الأوضاع على ما هي عليه الان، في الوقت الذي تمر فيه المنطقة عامة والعراق خاصة بحالة مخاض عنيف وتغييرات جذرية، رهان خاسر يعبر عن منتهى الغباء السياسي وقصر النظر المؤدي حتما الى الفشل الذريع.

 

sbamarni14@outlook.com