Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

بغداد، ما أشبه اليوم بالبارحة!

خالدة خليل
ربما يعتقد الكثيرون بأن ماحدث في كوردستان العراق والتأزم الحاصل فيها هو نتيجة للاستفتاء الذي اجمعت عليه الأحزاب الكوردية ومنها المعارضة، والتي اثبتت خلال تاريخ من عقود النضال الكوردي بأن الحزب الديمقراطي كان هو الثابت والراسخ في الساحة والذي يواجه الأزمات بصبر وجلد وثبات.
وعلى الرغم من كل ماحدث فإننا بحاجة الان الى توحيد الصف الوطني الكوردي لأن أية أضرار لاسمح الله سوف تنال كل الكورد دون استثناء، وحينها لن يفيد الزعيق والنعيق الذي يمارسه البعض من الذين اشترت ذممهم أطراف معادية للقضية الكوردية. لدينا قضيتنا المصيرية التي يجب ان ندافع عنها في الشدة والرخاء وربما تكون الحاجة للوقوف بعزم وقت الشدة اكثر، كون من يتربصون بمنجزات الاقليم يتكاثرون في الجرار المعتمة ويظهرون للعلن حين صبّ الزيت الساخن على تلك الجرار.
هذا بالنسبة للجانب الكوردي، اما عن الجانب الاخر من المعادلة فإنني ومنذ بداية الأزمة اتابع الإعلام العربي المتشنج ومن يسمون أنفسهم بالمحللين السياسيين وهي صفة لا تطلق الا لمن كان على علم بالتاريخ والاحداث والجغرافية والسياسة وان يكون معتدلا في وجهة نظره التي يطرحها امام مشاهدين لديهم مختلف الانتماءات والولاءات على ان يترك للمشاهد فرصة استيعاب الكلام والاستجابة له من دونه.
ولكنني كالعادة أتفاجأ دائماً بشخص متشنج لايحترم الاخر ولا اختلافه، بل يتعمد الى إطلاق صفات كانت تستخدمها الأنظمة السابقة من قبيل (شمال العراق) بدلا ً عن (اقليم كوردستان) الذي نص عليه الدستور وعلى صلاحياته بكل وضوح. إن استخدامهم لتلك المصطلحات التي كانت تستخدمها الأنظمة السابقة التي حاربناها معاً ووقفنا بوجهها لانها كانت تهضم حقوقنا، يجعلنا لا نثق في أن تغييرا قد حصل في عراق مابعد 2003! بل اننا نجد أن مثل هؤلاء الأشخاص يتكررون ويهاجمون بالكلمة والرصاصة ويسمون أنفسهم بالمنتصرين!! وهل من يحارب اهل بلده يكون منتصراً! ما الفرق اذن بين النظام اليوم وبين أنظمة الأمس في ممارساتهم؟
نحن قوميتان نص عليهما الدستور ولكل منها خصوصيتها وثقافتها وإرثها ولغتها وتاريخها وجغرافيتها وهذا ما عجز عن فهمه الآخرون حتى هذه اللحظة، بل وكان هذا العجز هو السبب الذي دفعنا نحو الاستفتاء لأنهم حاصرونا في زاوية ضيقة ولم يفهموا يوما طموحات الكورد وأحلامهم وأمانيهم وأهدافهم.
لسنا أعداءً لأحد ولم تدخل قواتنا مساحة جغرافية للغير بل نحن حافظنا عليها من الارهاب والارهابيين. اما قولهم بتطبيق الدستور الذي تحول الى (قميص عثمان) فإنهم أول من اخترقه وليس الكورد وعودتهم الى الدستور ضرورية إن كانوا يطمحون الى إيجاد حلول جذرية وناجعة لهذه الأزمة ومنها الإسراع في تطبيق المادة (140) التي وضع لها الدستور سقفاً زمنياً محدداً وتغافلوا عنه واعاقوه!
أخيراً وكما يبدو من عدم استجابتهم ومناوراتهم في موضوع الحوار أيضاً ما يجعلنا مقتنعين بأن ذلك كله كان سيحدث مع استفتاء او بدونه بل ان الأمر أبعد من كونه استفتاءً يعكس مطلباً شعبياً.