Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

ولا بديل للحوار

سربست بامرني

السياسة الحكيمة والمتزنة المسؤولة للقيادة الكوردستانية والسيد الرئيس مسعود بارزاني شخصيا، حالت دون وقوع حرب اهلية دموية واقتتال داخلي، ولولا الدور الخياني الذي لعبه البعض لما كان هناك عدد من الضحايا الابرياء سواء بين قوات الپێشمه‌رگة الباسلة او بين صفوف القوات الحكومية المهاجمة.

لقد افرزت احداث الايام القليلة الماضية جملة من الحقائق التي لا يمكن انكارها ومنها:

ــ ان وحدة الشعب الكوردستاني والشارع الكوردي، بسبب الهجوم الغادر وخيانة  فئة ضئيلة ضالة،  ازدادت صلابة وقوة وتماسكا حول الشرعية الوطنية واهدافها المشروعة، فقد وجدت في هذا الهجوم المدبر ليلا ان الموضوع لا يتعلق بالاستفتاء ونتائجه بقدر ما هو سياسة عنصرية للدولة تستهدف احتلال كوردستان واستعباد شعبها، ومن المؤسف ان الدولة الاتحادية اثبتت ذلك عمليا.

ــ ان الهجوم العسكري قوبل برفض مطلق من قبل كل قطاعات الشعب الكوردي وكتله السياسية واثبت للدولة العراقية مرة اخرى عقم الاجراءات العسكرية وفشلها الذريع، وانه لا مفر من القبول بخيار شعب كوردستان واللجوء الى الحوار والتفاوض لحل المسألة بالطرق السلمية والحضارية الكفيلة بتحقيق مصالح الطرفين.

ــ  النتائج التي ترتبت حتى الان على هذا الهجوم، دوليا وامريكيا، وعلى عكس توقعات السلطات الاتحادية كانت لصالح شعب كوردستان من حيث عدم القبول به ورفض الاحتكام الى القوة الغاشمة  مؤكدة على ان الكورد رقم صعب في المعادلات الدولية والاقليمية الخاصة بالمنطقة وانه من غير الممكن التفريط به ولا بدوره في مكافحة افة الارهاب العالمي.

ــ ان التدخل الاقليمي مرفوض جملة وتفصيلا في الشأن العراقي اياً كان شكله وطبيعته واي تغيير في ميزان القوى وخرائط تأثيرها وتواجدها غير مقبول وسيتم التعامل معها لتحجيمها وفق ما يتطلبه الموقف.

ــ  اثبتت القيادة الكوردستانية والسيد الرئيس البارزاني التزامهما الاخلاقي والوطني والانساني تجاه الشعب العراقي عامة وشيعة العراق خاصة واستطاعا الحيلولة دون  تنفيذ المؤامرة الضخمة والمتعددة الاطراف والاهداف ضد شعب كوردستان وضد الشعب العراقي، كما اثبتت قوات الپێشمه‌رگة الباسلة مدى التزامها بالسلام ورفض الاحتراب وعلى مهنية وانضباط عالي المستوى رغم قدراتها والامكانيات المتوفرة لديها للرد.

لقد كان ولايزال من الاجدى بالحكومة الاتحادية ان تختار طريق السلام والحوار والتفاوض بدلا من استعراض العضلات واللجوء للقوة والعنف وان تسكت الاصوات التي تدعو الى الغاء الاقليم وتحويله الى محافظات مرتبطة بالمركز، فسيطرتها قطعا لن تطول بسبب الخطوط الحمراء التي تعرفها الدولة جيدا وعليها الان ان تستوعبها قبل ان تنجر الى معركة خاسرة اصلا فلا بديل للحوار والتفاهم المنتج وفق برنامج وخطوات وطنية وانسانية ديموقراطية تضمن حقوق الطرفين الكوردستاني والعراقي وتؤسس لبناء جيرة حسنة مع دولة كوردستان القادمة لا محالة