Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الاستفتاء و ملامح الدولة الكوردستانية

جلال شيخ علي

ان اجراء عملية الاستفتاء العام في اقليم كوردستان لبيان رأي الشعب حول تقرير مستقبله وحجم المشاركة الايجابية فيه من قبل كافة المكونات العرقية والدينية الذين ابدوا رأيهم بكل حرية وشفافية  كان بمثابة توجيه رسالة مفتوحة للمجتمع الدولي مفادها إن الكوردستانيين شعب يحب الحياة ويقدس العيش المشترك وهو شعب كبير لايقل شأنا عن غيره من شعوب المنطقة وبأمكانه تأسيس دولته المستقلة ويكون نموذجا للديمقراطية يحتذى به في المنطقة...
من المعلوم ان تأييد اكثرية الاخوة العرب والاخوة المسيحيين بكافة طوائفهم للاستفتاء ومشاركتهم فيه لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة ثقتهم بالقيادة السياسية الكوردستانية والتعايش الأخوي الذي اثبت عمليا طيلة الست والعشرين عاما الماضية بانهم اهل للتعايش السلمي...

أن نجاح الاستفتاء بنسبة فاقت الاثنان وتسعون بالمائة كان قرار جميع شعب كوردستان بكورده وعربه، بتركمانه و كلدانه وسريانه وآشورييه،

وهذه النتيجة فندت ادعاءات دول الجوار حول مخاوفهم من مستقبل الاقليات في العراق عامة وفي كوردستان على وجه الخصوص، واكدت حقيقة كون كوردستان بلد جميع المكونات" كما تفضل به الرئيس بارزاني الذي اوضح في الوقت ذاته بأن الهدف من الاستقلال هو تأسيس الدولة وفق ارادة شعب كوردستان، تلك الدولة التي ستكون نواتها الفدرالية والديمقراطية والمدنية، والحرية، والتعايش المشترك.

نحن الآن في القرن الحادي والعشرين ولم يعُد هناك شيء يدعو أو يجبر الإنسان على يكون عبدا للآخرين لا الدين يرضى ولا الإنسانية و حقوقها ترضى بذلك.

إن حق تقرير المصير هو حق مكفول بموجب العهود الدولية وفي مقدمتها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر سنة1966 والذي صادق عليه العراق سنة 1970 ، وينص العهد على ( أن جميع الشعوب لها حق تقرير مصيرها بنفسها وهي حرة في تقرير مركزها السياسي وتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ) وهذا الحق ليس مكفولا للكورد فقط وإنما لكل الشعوب العراقية فمن أين اتيتم بهذه العقلية الرجعية التي ترغم 6 ملايين انسان و أكثر للاستعباد !!!  

أما اذا كانت المسألة لديهم عبارة عن أن الكورد شعب لا يعد رقما صعبا أمام اثنين وعشرين دولة عربية مضافة اليها تركيا وإيران وترون بأن الأكثرية لها حق استعباد الأقلية فذاك هو ما يسمى بقانون الغاب، وإن كنتم على استعداد أن تحاربوا الكورد بسبب مطالبته بحق تقرير مصيره، فغداً ستحاربونه من أجل شيء آخر ومسألة أخرى، لأن المسألة بالأساس مسألة ظلم و ظالم مجرد من  الضميرالانساني.

لذلك اختار شعب كوردستان ان يصوت للإنفصال وان يسلك طريق اللاعودة الى حكم من يؤمن بالتهميش والاضطهاد.

 

الكورد قرر التوجه لبناء دولة تحفظ حقوق كافة مكوناتها وخالية من الارهاب ونقية من الفكر المتطرف والعنصرية المقيتة، لا يكون فيها الا السلام وتعميق اسس ثقافة التعايش والشراكة بعيدا عن الحروب التي سأمناها طيلة العقود الماضية.

نتيجة الاستفتاء أثبتت بأنه لم يبق في كوردستان من يؤمن بوحدة العراق كما ان النتيجة كانت بمثابة رسالة الى كافة السياسيين مفادها ان شعب كوردستان لن يقبل الا بخيار الدولة المستقلة وانه يرفض كافة الخيارات الاخرى مهما كانت تسمياتها.