Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

كوردستان السلام

سربست بامرني*

في اخر حديث للسيد رئيس حكومة كوردستان نێچيرڤان بارزاني مع ممثلي وسائل الاعلام يوم الاربعاء 20\9 ، اعاد التذكير والتأكيد على ان الاستفتاء ليس هدفا بحد ذاته وانما وسيلة سلمية وديموقراطية نابعة من حرص القيادة والشعب لتحقيق طموحات شعب كوردستان بالطرق السلمية والحضارية وغلق كل الابواب المؤدية الى الوقوع في مطب ودوامة العنف والمخاطر الناجمة عنه، بعد ان فشلت تجربة  قرن من الزمان في تحقيق شراكة حقيقية، وانه ان الاوان لارساء اسس جديدة حضارية لعلاقات ودية وانسانية وحسن جوار تاخذ مصالح الطرفين الاستراتيجية بنظر الاعتبار.

نێچيرڤان بارزاني اكد ايضا انه لا بديل عن السلام والحوار والتفاوض وان ممارسة شعب كوردستان لحقوقه الوطنية المشروعة لا تشكل تهديدا لاي طرف، وان المجتمع الكوردستاني يتطلع الى تطوير علاقاته السياسية والاقتصادية والتعاون المثمر مع كل الاطراف الاقليمية  وبناء علاقات متوازنة تحترم العلاقات التاريخية بين الشعب الكوردستاني وشعوب المنطقة  ومباديء حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وايضا ان اختيار شعب كوردستان للاستقلال كما هو متوقع لا يعني اعلان الاستقلال فورا وانما عبر الحوار والاتفاق ورفض اللجوء الى اي شكل من اشكال الاحتراب والعنف.

ما سبق يؤكد للمرة الالف على سلمية الحراك السياسي الوطني الكوردستاني ورغبة الشعب الكوردي وحرصه على ان يكون عامل سلام وتعاون وفتح صفحة جديدة في العلاقات الانسانية بين شعوب ومكونات المنطقة، ومن المفروض والمتفق مع مصالح الشعب العراقي الاساسية ان تأخذ الدولة العراقية كل هذا بنظر الاعتبار وتعمل على ان يكون التقسيم الموجود فعليا وعلى الارض وديا وسلميا ضامنا للمصالح المتشابكة للطرفين الكوردستاني والعراقي، بدلا من التصعيد الخطير الذي تمارسه بعض مراكز القرار العنصرية والطائفية المتخلفة والتي لا مانع لديها من اغراق البلاد والعباد في لجة من الدماء والمذابح،  وليس من مصلحة اي طرف اللجوء الى الاجراءات التعسفية والتعامل المتشنج الاستفزازي والتهديد والوعيد المؤدية حتما الى العنف، فلا المجتمع الكوردستاني ولا العراقي بحاجة الى المزيد من الويلات والماسي والحروب الدموية.

الاسلوب الحضاري الديموقراطي والسلمي للحراك الوطني الكوردستاني ورغبة القيادات الكوردستانية الصادقة في الحوار لبناء جيرة حسنة وعلاقات ودية بدلا من شراكة مزيفة ووحدة قسرية اجبارية يصب في مصلحة العراق بقدر ما هو في مصلحة شعب كوردستان، وقد حان الوقت الذي يستوجب  التخلص من فوبيا كوردستان وعقلية الاستعلاء القومي والغاء الاخر وهو امر لم يعد ممكنا في كل الاحوال في هذا العصر وفي ظل المعادلات السياسية الجديدة في المنطقة.

كوردستان السلام والتاخي والتعايش الحرة قادمة قطعا وهي لا ولن تشكل تهديدا لاي طرف وبقدر ما ترفض التهديد والوعيد فهي ترفض العنف واللجوء الى القوة، وها هي كما اكد السيد نێچيرڤان بارزاني تمد يدها للسلام ..... فهل من يسمع؟

sbamarn14@outlook.com