Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

خارج السرب ــــ ابادة الايزيدية من ملف دولي الى رفوف الذكريات


داود خديدا شنـكالي

مع الصرخة الاولى للايزيدية في الجبل والابادة، وقف معهم الجميع، اجتمعت جميع الاديان والمذاهب والجيوش معهم لانقاذهم وصاح الملالي في كوردستان باعلى صوتهم: من اراد ان يفعل خيرا" فاخوتكم الايزيدية يحتاجوكم وهم اولى من اي شيء ولم يبخل احد بمد يد العون قدر المستطاع لتتكلل النتيجة باخوة ودموع انهمرت واختلطت ولم تسال عن الدين او الانتماء...

في الذكرى السنوية الاولى لابادة الايزيدية في شنكال، وقف معهم الجميع والحكومتان الكوردية وبغداد وقفت معهم وبحضور اعلى القيادات. كما ان بعض الدول والاخوة ممن كانوا لازالوا يشعرون ان الوجع الايزيدي هو وجع انساني مشترك، قاموا ببناء صروح وتماثيل وافتتاح احياء ودورات باسم شنكال والابادة ولم يسالوا عن الدين ولا عن الانتماء...
في الذكرى الثانية للابادة، وبعد صعود طفح ثقافي مبرمج ومحاولات حثيثة في اخراج الابادة الايزيدية من اطارها القانوني والتعاطف الاقليمي والدولي، نجح اعلام للاسف نقوله محسوب علينا ومنظمات مجتمعية في المنهج تخلفية وبال على المجتمع في شحن الشباب الايزيدي على مواقع التواصل الاجتماعي لقذف الناس بالشتائم والسباب ورفع خانة الاحترام من كتاباتهم، فلم يبق لا دين، لا سياسي، لا شخصية اجتماعية، لا حزب، لا قناة تلفزيونية واعلام ولا كتاب ومثقفين لم يتم شتمهم من قبل ذلك الطفح الثقافي الموجه والذي كان يقوم بدور الطابور الخامس ونجح في التمهيد لاختفاء الابادة الايزيدية من على الطاولة السياسية والاجتماعية...

في الذكرى الثالثة للابادة قبل ايام، لم يبكِ مع الايزيدية الا كوردستان شعبا" وحكومة، بل ان ذلك الطفح الهدام بقي يفعل المستحيل وبكل الطرق ليصل بالشباب الايزيدي الى الهاوية، رغم انه افلح في مهمته بشكل كبير جدا".
في الذكرى الاخيرة لابادة الايزيدية، لم تكن هناك قضية ولا فعاليات بحجم الكارثة والابادة التي تعرض لها الايزيدية، فمن مد يده في اول يوم سحبها منذ الذكرى الأولى، ومن بقي على امل ان يرجع الشباب الايزيدي والمجتمع الايزيدي الى خانة العقل والمنطق وترك اسلوب التهجم والشتائم بوعي وبدون وعي، سحب يده بعد ان وجد انه اصبح في مرمى التهجم غير المبرر.
من بقي بعد الذكرى الثانية وهم قلة قليلة، وجد ان تطوعه في الدفاع عن قضية مجتمع فقير لم تجلب له غير الانتقاص من شخصيته ومكانته الاجتماعية، فالكاتب والسياسي والمثقف يطالب بتطبيق العدالة والمراهقون اصبحوا يفسرون الكلمات حسبما يتم ادلجتهم من قبل جهات واشخاص تمكنوا وتفننوا من ازاحة جميع من كان مع القضية الايزيدية ليتفردوا بها وكأنها وليمة وغنيمة وليست قضية متجمع كامل.

في الحقيقة اكدت لنا الذكرى الثالثة لابادة الايزيدية انها اصبحت ذكرى ولم تعد مهمة لا للحكومات ولا لمنظمات المجتمع المدني ولا للاعلام ولا الكتاب ولا السياسيين، فجميع من ذكرتهم هنا اخذوا نصيبهم من السب والشتم والتهجم والتشهير والتسقيط، فوجدوا ان الافضل لهم ان ينأوا بانفسهم ويتخذوا موقف الحياد بعد ان كانوا يتخذون موقف اصحاب القضية لانها كانت قضية اجتماعية وقضية مجتمع تعرض لابشع جريمة في العصر الحديث.
على الايزيدية ان يفكروا مليا" وجديا": كيف وصل بهم الحال الى هذا؟.
كيف ضاعت قضيتهم ولماذا تخلى عنها الجميع؟.
كيف السبل لبناء الثقة وتفعيل القضية الايزيدية والبناء للمستقبل بدلا" من خوض دور الطابور الخامس في هدم العلاقات وردم قضية مجتمع كامل وجعلها منسية على رفوف الامل؟.