Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

الرئيس بارزاني للأمين العام للجامعة‌ العربية‌: حصتنا من الشراكة‌ مع العراق كان القتل والتغييب والأنفلة‌ والقصف الكيمياوي


هوليرـKDP.info ـ بعث الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان رسالة جوابية‌ الى الأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط، رداً على رسالة التهنئة التي كان قد بعث بها بمناسبة الإنتصارات التي تحققت على داعش في الموصل، وقد طلب الرئيس بارزاني في رسالته الجوابية دعم الجامعة العربية ورئيسها لإقليم كوردستان في الإستفتاء الذي من المقرر إجراؤه ايلول المقبل والذي هو حق مشروع من حقوق شعب كوردستان، كما وتطرق في الرسالة الى تاريخ العلاقة بين شعب كوردستان والحكومات العراقية المتعاقبة والكوارث التي حلت بكوردستان على يد تلك الحكومات.

وجاء في نص الرسالة:


معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط المحترم

"تحية طيبة
تلقينا رسالتكم الكريمة، ونشكركم على تهانيكم بالانتصارات الأخيرة على منظمة داعش الإرهابية في الموصل، التي شاركت فيها قوات پێشمه‌رگة كوردستان وفتحت خطوط الصد الأولى للقوات العراقية التي دخلت عبر أراضي إقليم كوردستان لتستكمل عملية تحرير الموصل، بعد أن نجحت قبل ذلك بأشهر قوات الپێشمه‌رگة من تحرير مناطق حوض شنكال زمار ومدينة شنكال وزمار وربيعة وسد الموصل والكثير من سهل نينوى في شرق وشمال وغرب الموصل.
وفيما يتعلق بالاستفتاء على حق تقرير المصير وأسبابه وموجباته نود تبيان بعض الحقائق لمعاليكم حول هذا القرار.
إن تأسيس دولة العراق الحالية كان منقوصا في الأساس، وجاء بموجب اتفاقية سميت حينها وحتى يومنا هذا في الأدبيات العربية جميعها بأنها اتفاقية استعمارية، فالموصل مثلا كانت ولاية عثمانية تضم المحافظات الحالية ( نينوى واربيل و دهوك وكركوك والسليمانية وقسم من صلاح الدين ) وفي استفتاء عام 1924م الكورد هم من منحوا هوية هذه الولاية عراقيتها عبر تصويتهم لصالح الانضمام إلى المملكة العراقية التي تكونت من ولايتي بغداد والبصرة فقط مطلع العشرينيات من القرن الماضي.
وهذا القرار معالي الأمين العام بني على أساس الشراكة الحقيقية بين الكورد والعرب في إدارة العراق وخيراته مع احترام حقوق باقي قومياته الأخرى. ولكن في ارض الواقع وللأسف الشديد كانت حصتنا من هذه الشراكة وعبر مرحلتين منذ تأسيس الدولة العراقية، الأولى حتى 2003 حيث منحتنا هذه الدولة اقسي الحروب والقصف الكيماوي في حلبجة وغيرها من المناطق في كوردستان، وعمليات الأنفال سيئة الصيت التي أنتجت تهجير وتدمير 4500 قرية من مجموعة 5000 قرية وتغييب وإبادة 182 إلف مواطن من كوردستان بعد تهجيرهم إلى جنوب العرق وصحاريه، ومع كل هذه المآسي ولأجل العيش المشترك والمحافظة على وحدة العراق واستقراره ومحاولة إيجاد فرصة للسلام المشرف ذهبنا إلى بغداد وصافحنا من اقترف تلك الجرائم ضد شعبنا عام 1991م، إلا أنهم استمروا بذات النهج في إنكار قضيتنا ومأساة شعبنا واستمر ظلمهم.
المرحلة الثانية بدأت مباشرة بعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان 2003م حيث ذهبنا إلى بغداد مستبشرين خيرا بسقوط الدكتاتورية وأساليبها وسلوكياتها الطاغية والظالمة، إيمانا منا بالشراكة الحقيقة وحفاظا على وحدة العراق وبناء دولة تسود فيها الديمقراطية والشراكة الحقيقية والمواطنة الحقة، وساهمنا بكل ما كنا نتمتع به من مؤسسات دولة حيث مارسنا استقلالنا الذاتي بعد انبثاق المجلس الوطني الكوردستاني والحكومة المحلية في 1992م، مساهمة كبيرة ومشهودة في استقرار أوضاع العراق بعد سقوط نظامه في 2003م.
لقد شاركنا في كتابة الدستور الحالي وإنجاح التصويت عليه في 2005م ، والمساهمة في الحكومات العراقية المتعاقبة بعد ذلك، كما شاركنا في وضع النواة الأولى للجيش العراقي، ولكن ومع الأسف الشديد أيضا، كانت حصتنا من هذه المشاركات في تلك المرحلة ( المرحلة الثانية ) هي خرقهم لكل بنود الدستور التي تتعلق بإقليم كوردستان  وعدم تطبيقها بل والتضييق على الإقليم من كل النواحي، ومن أهم خروقاتهم:
- عملوا على عدم تطبيق المادة 140 من الدستور وعدم حل مشاكل تلك المناطق.
- تقليص دور الكورد وكوردستان في المؤسسات العسكرية( الجيش والمؤسسات الأمنية والمدنية إلى درجة العدم تقريبا ).
- خرق كل الاتفاقيات السياسية مع الإقليم
- محاربة قوات الپێشمه‌رگة بعدم تدريبها واهمالها وحرمانها من التجهيزات العسكرية والتسليح كونها جزء من المنظومة العسكرية العراقية.
- قطع حصة الإقليم البالغة 17% من الميزانية العراقية منذ عام 2014 دون أي مستند دستوري، فالخلافات بين الإقليم وبينهم لا تعطي مسوغا شرعيا لتجويع شعب بأكمله وحرمان أطفاله من الحليب وحتى بقية المواد الأخرى بما فيها حصة الإقليم من الأدوية بجرة قلم من شخص لا يملك صلاحية دستورية تؤهله تنفيذ هكذا إجراء ظالم وطاغي لا يقل في تأثيراته عن جرائم القصف الكيماوي والحرب الاقتصادية على شعبنا، مع ذلك لم نر أي اعتراض لا من الأحزاب العراقية السياسية ولا من المراجع الدينية هناك وكأنما ما يجري هو أمر اعتيادي.

وفي حربنا مع منظمة داعش الارهابية لم نتلق أي مساعدة عراقية عسكرية أو اقتصادية خاصة وان الإقليم آوى أكثر من مليون وثمانمائة عراقي نازح من المحافظات التي سقطت بيد داعش ( الموصل والانبار وصلاح الدين )، حيث قاتلت الپێشمه‌رگة قتالا أسطوريا وحطمت أسطورة الخوف من هذه المنظمة الإرهابية وساندت الجيش العراقي بكل ما تمثله من قوة معهودة وخبرة كبيرة في معركة تحرير الموصل.

معالي الأمين العام المحترم
بعد هاتين المرحلتين من البقاء ضمن كيان هذه الدولة وصلنا إلى قناعة تامة بأننا غير مرغوب فينا وغير مقبولين كمواطنين وشركاء حقيقيين، وعليه وإزاء كل هذه التضحيات والدماء الغالية التي بذلت أساسا من اجل عراق ديمقراطي يحفظ كرامة أبنائه جميعا، لا يمكن القبول بالتبعية والاقصاء، ولذلك يجب العتب على أصدقائنا في العراق وليس علينا نحن، لأنهم هم من دفعونا إلى ذلك.
-     لقد فشل كل من حكم العراق منذ تأسيسه وبكل تجارب أنظمته القانونية والدستورية معنا في اللامركزية والحكم الذاتي والفيدرالية، في بناء الدولة الديمقراطية والشراكة الحقيقية.
-     عليه فان البقاء على هذا الحال وضمن الإطار الحالي للعلاقة بين كوردستان والعراق أصبح يشكل خطرا كبيرا، لأننا سوف نتجه إلى صراعات لن تريح شعبينا في كوردستان والعراق، ولأجل قطع الطريق أمام أي احتمال لوقوع صراع جديد ولكي يعيش شعبينا بسلام فإننا نعمل من اجل تحويل ذلك الصراع المتوقع إلى تعاون مثمر ونكون جيران وحلفاء وعمق استراتيجي لبعضنا البعض.
-     ومع تأكيدنا على نهجنا هذا فإننا نؤكد إن طريق الحوار مع الإخوة في بغداد هو خيارنا الوحيد لإيماننا بالتعايش السلمي واستخدام كل الأساليب الحضارية في ممارسة حق تقرير المصير.

إننا نحييكم معالي الأمين العام للجامعة العربية المحترم، متمنين دعمكم الكبير لحوارنا مع إخوتنا في بغداد للوصول إلى أنجع النتائج حفاظا لمصالح شعبينا وعلاقاتنا التاريخية مع الأمة العربية الشقيقة.