Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

(لا مكان في العراق لمن يربط مصيره بالبارزاني)؛ الرئيس مسعود بارزاني وبعض الذكريات


سربست بامرني*
عام 1963 اديت امتحان الإعدادية وكان الحزب قد اتفق مع كل من الأستاذ عبدالرزاق مدرس الفيزياء والأستاذ جليل مدرس الكيمياء (المرتبطين بالحزب الشيوعي العراقي على ما اعتقد) والأستاذ عادل مدير الإعدادية على ان يحاولوا منع الحرس القومي من القبض على الطلبة في فترة الامتحانات وداخل القاعة  وفعلا استطاعوا ذلك وفي اخر أيام الامتحان طلب مني الأستاذ عبدالرزاق الخروج من باب المسرح وهو ما قمت به ومن المسرح الى الساحة وعبر السياج حيث كان الأخ المناضل محمد حسن جوجه ينتظرني في سيارة جيب متهالكة والتي نقلتني الى قرية (به لكانه ) في سهل أربيل.
يومها كان الأخ المناضل احمد شريف مسؤولا عن لجنة محلية أربيل وكل من الأخ محمد مه نكوري والاخ محمد حسن جوجه والشهيد الخالد يوسف ده ركه لي مسؤولين عن الموظفين والطلبة، كانوا جميعا نموذجا ومثالا حيا للبطولة والمقاومة الوطنية للحزب الديموقراطي الكوردستاني ضد شراسة ودموية الحرس القومي والنظام البعثي الذي شن حربه الاجرامية ضد شعب كوردستان.
في (به لكانه) مقر الحزب والثورة التقيت بأعضاء اللجنة المركزية الذين كنا ننظر إليهم حقا بقدسية وهم كل من المناضل الوطني المرحوم محمد امين دزه يي احد أصدقاء والدي المقربين والمرحوم ملا عبد الله وعضو قيادي اخر من السليمانية لم اعد اذكر اسمه للأسف، هناك ارسلني المرحوم محمد امين دزه يي برفقة احد بيشمه ركه ت مقره الى قرية في الجانب الغربي من جبل سفين المطل على سهل أربيل طبعا مع ورقة النقل الحزبي الى الفرع الأول فرع بادينان حيث كان والدي أحد أعضائه
في هذه القرية سلمني مسؤول الحزب الذي أتذكر لقبه فقط (نانه وا) رسالة قال عنها سرية ومهمة ولأني سامر بمقر الزعيم الخالد مصطفى البارزاني فقد أمرني بتسليمها يدا بيد وعندما سألته كيف يتسنى لي مقابلة الرئيس، قال لي يكفي ان تخبر بيشمه ركه ت المقر بان الرسالة من طرفي
بعد ليلة متعبه في جبل سفين حيث لم يكن هناك أحد يرافقني، وصلت (هيران) واوقفني البيشمه ركه على مقربة من القرية ولما سالوا عني أخبروني بوجود بامرني اخر في المقر وكانت فرحتي لا توصف عندما التقيت بالعم والمناضل الوطني المرحوم على غياث الدين النقشبندي اذ كان أحد مسؤولي المنطقة ووعدني بمناسبة وصولي ان يطبخوا ذاك اليوم(عدسا) وكان ذلك منتهى الكرم وحفاوة الاستقبال.
ليلة 14/7/1963 عيد ميلادي الثامن عشر وصلت الى الجبل المقابل ل (بله وبارزان) مسقط رأسي، كان النهر يفصلني عن القرية، وفي مكان ما من هذا الجبل الذي لا اعرف اسمه كان مقر القائد البارزاني واخبرت بيشمه ركه ت المقر بأمر الرسالة فطلبوا مني تسليمها لهم ومع الحاحهم ورفضي باعتبار ان المسؤول الحزبي قد امرني بذلك وجدوا أخيرا حلا اذ قالوا لي بان ابن الرئيس سيمر مع الفجر ويمكنك تسليمه الرسالة لان الرئيس غادر المنطقة.
قضيت الليل ارتجف من البرد بملابسي الصيفية وعند الفجر وصل كاكه مسعود بارزاني الذي لم تكن لحيته وشاربه قد نمت بعد وهو يتسلح ببندقية لاحظت انها طويلة وتوقعت ان تكون (برنو) وبعد التحية بادرني بالسؤال عن كيفية وصولي وواساني لأني تركت الدراسة وقال لي انه هو أيضا ترك الدراسة لان الثورة وحقوق شعبنا اهم، واذكر انه قال سنعود للدراسة عندما ننتصر.
في الفترة (1970ـ1975) التقيت كاكه مسعود بارزاني مرات عديدة مع الأخ المناضل البارز ادريس بارزاني والاخ المناضل الشهيد فرانسوا حريري وكانت جملته التي قالها عام 1963 هي هي لم تتغير: (نناضل في سبيل شعبنا وسننتصر)
اخر مرة التقيته فيها كان خلال مؤتمر المعارضة في صلاح الدين قبيل سقوط النظام الدكتاتوري حيث دخل القاعة متأخرا وجلس الى جانبي في نهاية الصف ليقول لي مرة أخرى: (لن اتنازل عن حقوق شعب كوردستان حتى لو بقيت وحدي وسننتصر)
أكثر من نصف قرن وهذا الرجل يحمل بيد بندقيته ويده الأخرى غصن زيتون ممدودة للسلام والتآخي والتعاون شريطة إقرار حقوق شعب كوردستان ولم يدع يوما بانه زعيم شعب ورئيس حكومة ورئيس حزب ورئيس عشيرة وحتى رئيس عائلة كبيرة وانما أكد ويؤكد دائما انه فقط بيشمه ركه وفخور بذلك ومع ذلك تنبري حثالات التعصب القومي والحاقدين على كوردستان وشعب كوردستان ليقولوا (لا مكان في العراق لمن يربط مصيره بالبارزاني)!!!
لهؤلاء الحاقدين أعداء شعب كوردستان، نقول ومعنا الملايين من شعب مضطهد مجزأ الوطن ومحروم من ابسط حقوقه الإنسانية الديموقراطية:
نحن فخورون بان مصيرنا مرتبط بمسعود بارزاني وارواح وأفكار الشهداء الابرارصالح اليوسفي وعمر مصطفى دبابة وسامي عبد الرحمن ودارا توفيق وشاسوار جلال (ارام) وعيسى سوار وعلي هالو وخاله شهاب وشيخ جعفر والالاف المؤلفة من المناضلين والصديقين الذين قدموا حياتهم ثمنا لحرية شعبهم.
نحن فخورون بان مسيرة شعبنا تسير قدما الى الامام وهي في ايدي امينة نثق بها وبتاريخها النضالي
مصيرنا يا سادة العنصرية والاحقاد القومية والطائفية هو النصر القريب والمستقبل الأفضل من خلال الاستفتاء وإعلان استقلال كوردستان وعلى الباغي ستدور الدوائر حتما.

sbamarni14@outlook.com