Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

ساسة العراق و كوميديا التصريحات

جلال شيخ علي

قُبَيلَ سقوط النظام البعثي وتحرير العراق كنا نتوقع ان يأتينا ساسة من نوع آخر لإدارة الحكم في بغداد، وكنا نتخيل انهم سيكونون على قدر كبير من الدراية والحنكة السياسية، هذا الى جانب ان يكونوا أكثر انسانية ممن سبقوهم بحيث يعوضون الشعب العراقي عما عاناه من ويلات ومآسي على يد النظام البعثي....
وكان المتوقع من الشخص الذي يكون مسؤلا في الدولة سواء كان في البرلمان او الحكومة المركزية ان يكون ذو عقلية معاصرة ومتواصلة مع المفاهيم والقيم السياسية في العالم ويمتلك عقلا يستطيع من خلاله ان يواكب التطورات على الصعيد العالمي  وخصوصا ان القادة السياسيين العراقيين بعد سقوط النظام البائد اعلنوا التحاقهم بركب الدول الديمقراطية واكدوها عندما جعلوا الدستور العراقي معبرا عن نمط النظام بكون العراق دولة ديمقراطية تعددية فيدرالية ...
ولكن جاءنا اناسٌ البعض منهم بحاجة الى علاج نفسي والبعض الآخر بحاجة الى احياء الضمير الانساني فيه خاصة اولئك الذين سلكوا مختلف الطرق الملتوية للوصول الى السلطة والانتفاع من خيرات العراق...
شهدنا من افرغ الموازنة العامة للبلد ومن نادت وطالبت بتطبيق نظرية 7 في 7 ومسؤول اشتهر بتصريحاته الفكاهية وخاصة عبارته المعروفة (زرق ورق) والآخر صاحب نظرية هبوط الكائنات الفضائية  قبل 5000 عام في احدى المدن العراقية...
واخيرا جاءنا الجبوري ليطلق تصريحا بعيدا كل البعد عن القوانين والتشريعات الذي هو يمثله...
الغرابة في الامر ان الجبوري وهو كما نعلم يعتلي قمة السلطة  التشريعية ( البرلمان ) يأتي ليُدلي بتصريحات منافية لروح الدستور ومغايرة لكل المفاهيم الفكرية في عالم الالفية الثالثة التي تنبذ التطرف الطائفي والعنصري وتحترم حرية المعتقد والرأي...
هذا يعني ان هنالك خللا فكريا لدى هذا السياسي او خللا في مبادئ او كيان الحزب الذي ينتمي اليه خاصة وان هذا الكيان لم يعترض على تصريحاته!!! 
اذا فالخلل ليس فقط خلل فكري لسليم الجبوري، بل يبدو ان ما صرح به يعبر عن اصل المشكلة السياسية في العراق، فهو بتصريحه هذا كشف انه لازال هناك من يؤمن بنفي وانهاء وجود الآخر ومحو من يخالفه في الرأي.
قمة الحقد العنصري و الغباء السياسي ان تدعوا مكون الى الخروج من البلاد لمجرد انه طالب بحقه.
أرى إنَ هذا الخطاب العنصري يمثل اصل المشكلة في العلاقة بين الكورد والعرب منذ تشكيل الدولة العراقية الى يومنا هذا، فهو يمثل الفكر الذي يؤمن بأن ارض العراق ملك له او ملك لقومية دون اخرى، فهو يدعوا الكورد الى الرحيل من العراق الى مكان آخر!!! وهذا ما لم يجرؤ حتى اكبر الطغاة في تاريخ العراق النطق بهكذا كلام، ولكن يبدوا ان الدكتور سليم الجبوري نسيَ ان الكورد يعيشون على ارضهم منذ آلاف السنين وتحديدا قبل الفتوحات الاسلامية التي أتت به الى بلاد وادي الرافدين...
لذا من الاولى ان يعيد التفكير بموقفه هذا وان يتأكد من منطقه عندها يعلم من يستوجب عليه الرحيل من هذه الارض.