Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

دور المثقف الموصلي

عصمت رجب

لا شك بان المثقف الموصلي رقم مهم في المعادلة الحربية ضد داعش الارهابي، فاذا كانت الرصاصة الاخيرة التي تطلق على الارهاب هي من القوات الامنية، فإن رصاصة المثقف يجب ان تكون مؤثرة وقاتلة للفكر الارهابي الداعشي اكثر من رصاصة العسكر، لذلك فان معركة المثقف من اجل بناء وعي رصين ضد الفكر الظلامي هي معركة طويلة جدا كما من الصعوبة وربما تفوق المعركة العسكرية في الكثير من الجوانب، كونها تخاض على قاعدة فكرية ثقافية عميقة، بين فكر يقتل الحياة، وفكر يحب الحياة ويضيف اليها رونقا وجمالا. فالمثقف الموصلي هو صوت ابناء الموصل وعيونهم التي من خلاها يبصر الاحداث التي تحيط بهم. والناس تنتظر الكثير من نظرة المثقف ورؤيته الى الاحداث وتحليله للوقائع، فوعي المثقف واخلاصه للقيم الانسانية هو رسالة الامان للمجتمع، لكن يجب ان ترافقه رسالة اخرى من المثقف الديني اي رجل الدين المعتدل، حيث ان المجابهة الفكرية التي يخوضها المثقف في سبيل الدفاع عن الحق في الحياة والحريات والضمانات، هي مواجهة واسعة تتطلب  معرفة رصينة بجوانب السلم المجتمعي والفقه الديني، لكي تظهر ان المثقف ذلك القائد الذي يوجه بالاصلاح  في مثل هذا الصراع الشائك، الذي يدخل فيه تطرف ديني وتطرف قومي بالاضافة الى التطرف الحاصل نتيجة التجاذبات السياسية في المدينة، لذلك فتعاون المثقف العلماني الاكاديمي مع رجل الدين المعتدل وشيخ العشيرة والسياسي المؤثر حالة لابد منها للقضاء على الفكر الداعشي المتطرف.
ربما يكون المثقف والاكاديمي الموصلي  صاحب مشروع ثقافي يخوض الصراع داخل المجتمع من اجل فرض قيم السلام والعدالة والامان. فاشتراك المثقف في معركة الشعب ضد الاجرام بكل اشكاله  هي من السعة بحيث لا يمكن حصرها بحدود ضيقة. وربما في حديثنا هذا لانريد العودة الى قبل ثلاث سنوات في الموصل عندما كان الكثير من مثقفينا واكادميينا في الموصل يقفون وقفة المتفرج، نريد المثقف الساعي للتغيير والتنوير، الحريص على ناسه واهله ويربط ثقافته وهمومه بهموم الناس ويواجه التحديات التي تنتصب امامهم من خلال الكلمة والمقال والندوة وفي حديث المقاهي ايضا، ويتحمل المسؤولية المعنوية تجاههم، فهؤلاء هم الصفوة الحسنة التي وقفت مع الشعب في معركته ضد كل قوى الارهاب والظلام، رغم معاناتهم الكثيرة، ورغم حجم العراقيل التي تبرز امامهم. ان حب المثقف العلماني المعتدل للتحرر والحرية والعدالة كان وما زال معيناً له في العمل المنتج المتواصل. وهؤلاء هم الذين سيعملون على استنهاض الشعب من اجل مقاومة (داعش) بحسب الامكانية الذاتية التي يمتلكونها. اذ ينطلقون من تفكير ايجابي بعيد عن القنوط والتشاؤم، ويسعون الى نشر التفاؤل واشاعة الامل، وينطلقون من الايجابية في التفكير.