اربيل- خاص- KDP.info/ رأى محلل سياسي أن قيام تنظيم الدولة الاسلامية بتغيير وجهته من الجنوب الى كوردستان هو لتوجيه رسالة لقيادة الإقليم وتحديدا الحزب الديمقراطي الكوردستاني وشخص الرئيس مسعود بارزاني للتخلي عن مشرع إعلان الاستقلال، فيا رجح آخر أن تكون الهجمة على قضاء سنجار للثأر بسبب عدم فسح المجال أمام التنظيم للسيطرة على مصادر البترول، بينما ربط ثالث العملية بتوجهات التنظيم لاحتلال مساحات أوسع كما فعل في سوريا.

وقال المحلل السياسي بير رستم في تصريح خاص لموقع KDP.info  إن "مشروع داعش وخاصةً في المرحلة الأخيرة من حياة هذا التنظيم السلفي والذي أعلن انشقاقه وتمرده على تنظيم القاعدة الأم هو مشروع تكاملي أو يمكن أن نقول متعدد الرؤوس والأجنحة، وأبرزهما جناحان وشقان، وذلك بحسب القوى والأيديولوجيات التي تقف خلف المشروع السياسي برمته؛ حيث هناك القوى التكفيرية الظلامية ذات الثقافة السلفية ضمن المذهب السني في الاسلام السياسي وهي المسيطرة وأخيراً فقد تحالف معها أيتام البعث والصداميين من أحفاد القومية العربية".

واضاف رستم أن "المشروع الداعشي في شقيه الديني والسياسي بالضد من الطموح الكوردي وخاصةً مناطق تواجد الإخوة من الكورد الأيزيديين، فهم في نظر داعش ولواحقه كفار وأعداء وبالمفهوم الديني والقومي وقد جاء التفاهم الأخير بين اربيل وبغداد على مسألة الرئاسات الثلاث وبعض المسائل والقضايا الأخرى لتزيد من حقد هذه الجماعات الظلامية على الإقليم ولا ننسى أيضاً المساعدة الفنية والتقنية التي قدمتها أمريكا لبغداد وخاصةً مراقبة تحركات داعش من الجو قد حد من سهولة تحركهم نحو الجنوب بغداد".

وعن الهجوم الأخير لداعش على الكورد الايزيديين في شنكال، قال رستم "اعتقد أن كل هذه القضايا وغيرها من المسائل الفنية كضعف تواجد قوات البيشمركة الكوردستانية وغيرها سهّل دخول الجماعات الظلامية إلى مناطق شنكال وزمار وغيرها، وهذه الأسباب بعيدة واستراتيجية وبعضها فني وتقف وراء هذا الهجوم الأخير لداعش على مناطق كوردستانية خارج ادارة الإقليم".

وأوضح رستم أن "السبب المباشر والفعلي هو توجيه رسالة لقيادة إقليم كوردستان وتحديدا الحزب الديمقراطي الكوردستاني وشخص الرئيس بارزاني وذلك من أجل التخلي عن مشروع إعلان استقلال كوردستان، وهذه الرسالة موجهة من عدة أطراف إقليمية ودولية، كون داعش منظمة إرهابية كوسموبوليتية أي فوق قومية وحتى دولية، وإن كان بوجه وصبغة دينية مذهبية إسلامية".

فيما رأى المحلل السياسي عبد القادر هوري أن "داعش يحمل في طياته فكرا مزيجا من القومية العروبية ذات الطابع الشوفيني مترافقا مع اسلام سني متشدد النزعة الطائفية، وهو صنيعة استخباراتية معقدة لمجموعة من القوى كما تتحدث العديد من التقارير الرصينة"، مبينا أن "هجوم داعش الى المناطق الكوردستانية شمال نينوى جاء بعد اجتماع العشائر ووجهاء وزعماء المنطقة السنية في عمان، وبعد فشل تقدمه نحو بغداد نتيجة الدعم الاقليمي والدولي، بعدم احداث تغيير دراماتيكي في قواعد الصراع الداخلي في العراق".

وقال هوري لموقع KDP.info  إن"هناك ثأرا لداعش ومن على شاكلته تجاه اقليم كوردستان وبخاصة عندما وقف اقليم كوردستان امام تمدد داعش وبخاصة في المناطق ذات الكثافة البترولية مثل كركوك مثلا، وقطع احد شرايين تواصله مع سوريا في منطقة ربيعة - تل كوجر".

وأوضح أنه "بعد تحذيرات دول اقليمية لكوردستان وبطرق متعددة حول موضوع استقلال كوردستان واجراء استفتاء في المناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم من قبل الكورد مباشرة، وحول عدم التجاوب مع عودة المالكي للحكم مرة اخرى، وتراخي إدارة أوباما في رؤية متكاملة للملف العراقي بعد العاشر من حزيران الماضي، وتمنيه على كوردستان من خلال المشاركة في حكومة جديدة دون الأخذ بعين الاعتبار المطالب الشعبية في الوسط السني، ولجم نهج المالكي في الاستئثار بالسلطة، كل هذه العوامل كانت مبررة لداعش في الهجوم على كوردستان من ديالى والموصل".

ولفت هوري إلى أن "هناك نقطة اخرى لاحظه داعش الا وهو التنافس الحزبي بين الأحزاب الكوردستانية في مسألة اعادة المناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم، واعتبار كل حزب ان له الفضل في ذلك، رغم ان هذا المسألة تخص المجتمع الكوردستاني في تلك المناطق عموما، وليس أطرافا حزبية".

في حين ربط المحلل السياسي حسين نعسو هجوم تنظيم داعش الارهابي على الكورد الايزيديين في شنكال، بما حصل في سوريا عندما سيطر داعش على دير الزور وهاجم الحسكة وسيطر على اجزاء منها، الامر الذي يجعل من السيطرة على بعض مناطق اقليم كوردستان خاصة المتاخمة لكوردستان سوريا امرا ضروريا لربط ولاية الموصل ببقية مناطق نفوذه في سوريا".

وأوضح نعسو أن "لداعش مطامع للسيطرة على حقول ومنابع النفط والاقرب اليها تلك التي تقع في ناحية زمار هذا فيما يتعلق بمطامعه التوسعية، ومن ناحية اخرى اعتقد ان توجهه نحو اقليم كوردستان هو للحد من الانتقادات الموجهة اليه من الجهات العروبية الشوفينية المتحالفة معه والحاضنة له الموجهة له، والتي تتهمه بانه كان السبب في استلاء الكورد على المناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم، والتي كانت بمثابة المحرض للكورد للتوجه نحو اعلان الدولة الكوردستانية، اضافة لتنفيذه اجندات دول اقليمية لانه يمثل قذارة منظومة الاجندات الدولية، وذلك للضغط على اقليم كوردستان بغية اتخاذ موقف مرن من تشكيل الحكومة العراقية الاتحادية والقبول بأي حكومة ترعاها تلك الدول الاقليمية وتمثل مصالحها وتقوية موقف حلفائها في بغداد الذين يعانون من الهزيمة في العراق الفيدرالي".

جمال باكير