سربست بامرني
منذ ان وجد الاضطهاد ولدت معه كل السياسات الخبيثة واللاإنسانية الرامية لتكريس الاضطهاد واجبار الطرف الاخر للقبول والاذعان ومن بين هذه السياسات السيئة الصيت موضوعة (الإغراق في التفاصيل والأمور الثانوية) وحرف انتباه الطرف الاخر المظلوم والمضطهد عن مسألته الرئيسية باغراقه في لجة تفاصيل ثانوية ليست بالقدر الكافي من الأهمية وبقصد زرع بذور الشقاق والفتنة وانهاء وحدته بتقسيمه الى أجزاء متصارعة حول الموقف والحلول من هذا التفصيل او ذاك.
سياسة ( الإغراق في التفاصيل والأمور الثانوية) هو جزء من برنامج القوى المعادية لشعب كوردستان وحقوقه القومية المشروعة ولا تزال تمارس على نطاق واسع من قبل بعض مراكز القرار والقوى السياسية في بغداد، فيوم لتهجير قرية في كركوك ويوم لاغتيال مواطنين أبرياء في خانقين ويوم لحرق محاصيل المزارعين واخر للتهديد بإيقاف رواتب العاملين في دوائر الدولة، كل هذا لجر الشارع الكوردستاني لمعارك جانبية واغراقه في تفاصيل يومية لحرف انتباهه عن قضيته الوطنية الرئيسية والمتمثلة بإقرار شراكة حقيقية في صنع القرار الوطني المركزي متمتعا بحقوقه القومية الديموقراطية والإنسانية المشروعة على كامل ترابه الوطني الكوردستاني.
اللعبة المقيتة هذه لا تنطلي لا على القيادة الكوردستانية ولا على الحزب الديموقراطي الكوردستاني الغني بتجارب مواجهة هكذا سياسات عنصرية عقيمة والتي فشلت باستمرار في حرف انتباه الحزب عن القضية الوطنية الكوردستانية ومطالبها المشروعة حتى في أقسى الظروف.
ما يطالب به الشارع الكوردستاني هو الالتزام الحقيقي بالنظام الاتحادي الذي يعني رغم تعدد النظريات والتعاريف: انه اتحاد طوعي اختياري أساسا يحترم حقوق وخصوصية مكوناته. ثانيا مع تحديد واضح وتقسيم عادل متفق عليه للسلطات بين المركز والاقليم. ثالثا واخيراً وجود رقابة قانونية مستقلة لإبطال أي قانون يتعارض مع الدستور الاتحادي (كالعمليات العنصرية الجارية على قدم وساق لتغيير الواقع القومي في كركوك في تعارض كامل مع الدستور الاتحادي).
ان محاولة الهاء الشارع الكوردستاني واغراقه في تفاصيل الاحداث المصطنعة وحرف انظاره وكفاحه الوطني عن مساره الصحيح، عملية فاشلة تتعارض تماما مع مصالح العراق والعلاقات الإنسانية بين مكوناته وتهدد السلم والامن المجتمعي الذي لم يعد يحتمل هذه السياسات الصبيانية العقيمة، وقبل كل هذا وفي كل الأحوال فمن غير الممكن ان تحرف اهتمام شعب كوردستان وقيادته الوطنية عن النضال من اجل تحقيق اهداف حركة التحرر الوطني الكوردستاني العادلة.