روئيل داود جميل
بعد اعلان نتائج انتخابات برلمان كوردستان التي جرت في 30/9/2018 والفوز الساحق للحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذه الانتخابات حيث حصل على 45 مقعد من اصل 100 مقعد اضافة الى 11 مقعد للمكونات، يدل على ان الشعب منح ثقته لهذا الحزب بالاغلبية، ونعتقد ان الحزب ايضا تشرف بهذه المسؤولية عندما رشح السيد نێچیرڤان بارزاني لرئاسة الاقليم والسيد مسرور بارزاني لرئاسة مجلس الوزراء لما يتمتعان به هذين السيدين من خبرة ودراية في ادارة دفة الحكم سياسيا واداريا وامنيا، وقد اثبتا ذلك من خلال عملهما تحت قيادة الرئيس مسعود البارزاني وفي اسوأ الظروف التي عاشها الاقليم خلال السنوات الاربع الماضية، واكيد من كان قائدا ومخلصا لشعبه في المحن سيكون اكثر اخلاصا في البناء والتطور اثناء انتهاء المحن، ومن هذا المنطلق نقول ان الحزب قد تعامل بكل جدية ومسؤولية مع نتائج الانتخابات في تحقيق البرنامج الانتخابي الذي طرحه وايضا التعامل مع الواقع الحالي للاقليم والمنطقة وما تتطلبه المرحلة الحالية والقادمة من حيث سرعة الاحداث والتغيرات القادمة وبحكم كون الاقليم جزء فاعل في المنطقة وخاصة انه قد حقق طفرة نوعية في مجال تطوير انتاج النفط والغاز والدخول الى الاسواق العالمية اضافة الى بوادر عملية لانهاء ازمته مع المركز.
ان السنوات الاربع الماضية كانت قاسية على الاقليم في مضامينها كعاصفة سوداء هبت على هذه البقعة الخضراء من حيث محاربة اكبر تنظيم ارهابي على مستوى دولي بجبهة طولها 1050 كم مع نزوح أكثر من مليوني نسمة من مختلف اطياف ومناطق العراق الى الاقليم اضافة الى الحصار المالي الذي فرض من قبل الحكومة الاتحادية عليه، والاكثر من ذلك ماحصل من مؤامرات كادت ان تودي بكيان الاقليم ولكن كان رد الشعب قويا من خلال التأييد المطلق لمشروع استقلال كوردستان الذي قاده الرئيس مسعود بارزاني ومن خلال التصويت للاستفتاء الذي جرى في 25/9/2017 .
ان ما نتمناه من الكابينة القادمة ونحن كل ثقة انها ستكون كابينة بناء وازالة اثار ما خلفته السنوات الماضية وبهذه المناسبة ايضا ندعو الاحزاب الكوردستانية ان تتعاون مع التشكيلة القادمة بكل حرص ومسؤولية وفاء لهذا الشعب الذي اثبت جدارته في حرصه على سلامة الاقليم ومبادئه وكيانه من خلال قوافل الشهداء وتحمل كل ما جرى متضامنا مع السلطة في مواجهة المخاطر والمحن، نتمنى الموفقية للحكومة القادمة مع كل التقدير والاحترام للكابينة الثامنة ..