هولێر-KDP.info- تقول الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان" إن كان تقبيل يد بطل حقيقي وشريف كالپێشمهرگة عمل غير لائق، ماهو العمل اللائق إذا؟ يد من إذأ يجب تقبيله؟". وتقول أيضاً" لايجوز ان أكون عضواً في حركة الشعراء العالميين من اجل السلام ولا أدافع عن شعب مظلوم مضطهد مورست واختبرت ضده جميع الأعمال اللاإنسانية".
الشاعرة مليكة مزان كاتبة أمازيغية تكتب بالعربية، هي من مواليد 15 أيار 1960، ولدت في قرية اعتاب إحدى قرى الجبل الأطلسي الأوسط بالمغرب ضمن أمازيغ الكبرى بشمال افريقيا. لها عدة كتب مطبوعة من شعر وسيرة، هي عضوة بحركة الشعراء العالميين من اجل السلام، تقول مزان" اهم لقب تعتز به هو صداقتها لشعب كوردستان. هي في إقليم كوردستان حالياً وزارت عدداً من المؤسسات الإعلامية الى الآن.
وقد اجرت جريدة خبات مقابلة مقتضبة جاء فيها:
*سابقاً كنتِ تدافعين عن الكورد من بعيد، كيف تعبرين عن مشاعرك وانت الآن في عاصمة إقليم كوردستان؟
ـ في البداية أشكر جريدة خبات لإتاحة هذه الفرصة، أشعر بالسعادة لإتاحة هذه الفرصة التاريخية لأتعرف على شعب كوردستان من قريب. أشعر اني قد اديت واجباً كان ملقاةً على عاتقي، اشعر بالفخر بأني ادافع عن حقوق شعب كوردستان، واعتقد ان على العالم ان يكون مع حقوق شعب كوردستان. أشعر بالفخر بأنني استقبلت هنا استقبال الملوك حيث لم اكن اتوقع ولم اكن انتظر ذلك، كون ما اقوم به هو واجب صغير تجاه هذا الشعب البطل. لا اعتقد ان اي امرأة في العالم شعرت قبل الآن بما اشعر به الآن، لأن المشاعر هذه ليست تجاه شخص معين، بل هو تجاه ماضي وحاضر ومستقبل شعب مظلوم يحارب من اجل حقوقه المسلوبة، لذا فإنني سعيدة الآن كوني بينكم.
* زرتِ الإخوة الپێشمهرگة وقبلت أيديهم فردا فرداً، ووسائل الإعلام العربية شنت عليكم هجمات غير مبررة وغير عادلة، كيف تردين عليهم؟
ـ إن كان تقبيل يد ابطال شرفاء حقيقيين عمل غير لائق، ماهو العمل اللائق إذاً؟ يد من يجب ان نقبل إذاً؟ تعرفي على الپێشمهرگة الأبطال لم يكن وليدة الساعة، بل انا على اطلاع على ملاحمهم التي يسطرونها منذ أعوام وأعلم ان العديد من الأبطال ضحوا بحياتهم من اجل الحرية والإستقلال وضد الأعمال الإرهابية التي تمارس ضدهم، الپێشمهرگة يستحق ان تسجد له كل نساء العالم، فلولا دفاع هؤلاء لكانت نساء المنطقة كلها سبايا بيد داعش ويتم التعامل معهن بأبشع الصور. لم اشعر بالخجل عندما قبلت يد إخوتي الپێشمهرگة لأنهم يستحقون هذا التعامل، ولو سنحت الفرصة سأعيد الكرة مئات المرات الأخرى، وهذه مفخرة لي ولكل نساء العالم، وإن كان ذلك لايروق للبعض فأنا على استعداد ان اقبل حتى احذيتهم وهذا اصغر دين يمكن ان اسديها لهم مقابل ذلك الصمود الذي قدموه للعالم.
*ما الذي يربط بين الشعبين الكوردستاني والأمازيغي؟ ماهي رسالتك للشعبين المضطهدين؟
الشعبين الكوردستاني والأمازيغي يعانيان من وطأة الظلم والإضطهاد، يحاربون حياتهم، لغتهم تراثهم، وانا كامرأة تحررية اقف ضد هذا الظلم والإضطهاد بكل الأشكال. دفاعي عن حقوق الشعب الكوردي دفاع مباشر عن حقوق الأمازيغ، حتى لو لم يكن هناك أي نشابه بين الشعبين على مثقفة مثلي ان تدافع عن وجود شعب حي كالشعب الكوردي. لايمكن ان اكون شاعرة تحررية وعضوة في حركة شعراء العالم من اجل السلام ولا ادافع عن شعب مضطهد مظلوم مورست واختبرت ضده جميع الأعمال اللاإنسانية".
* قبل مجيئك الى إقليم كوردستان، هل كنت تتوقعين ان تُستقبلي بهذا الشكل؟
ـ لا، فيومي مليء ومكثف بالمقابلات مع المسؤولين وشرائح المجتمع الكوردستاني، كما ان تكريمي من قبل المؤسسات السياسية والإعلامية كان بمثابة حلم بالنسبة لي، لم اكن اتوقع ذلك قط، وهذا ما دفعني الى ان اشعر بالفخر والإعتزاز. قبل ان اصل الى كوردستان كنت اتوقع استقبالي من قبل بعض الأصدقاء وان نزور بعض الأماكن التاريخية والسياحية واتعرف على الشعب الكوردي الحبيب عن قرب لو امكن ذلك، لكني فوجئت باستقبال ملكي في المطار، ولقاء المسؤولين والمؤسسات السياسية كان بمثابة حلم بالنسبة لي.
* لدى عودتك الى وطنك، كيف ستتحدثين لأصدقائك واقاربك وجيرانك عن شعب كوردستان؟.
ـ لحظة وصولي مطار هولير، رأيت شعباً إنسانياً جميلاً، شعرت بأني بين أهلي واقاربي، لذا فحيثمان حطت رحالي في العالم سأتحدث عن الشعب الكوردي بفخر واعتزاز. لقد اثبت لي هذا الشعب بأنني كنت على الطريق الصحيح عندما كنت ادافع عنه منذ سنين، ثبت لي كم هو شجاع وصامد وعظيم شعب كوردستان، كل فرد في العالم يحسدني الآن ويتمنون ان يكونوا في مكاني، ويظهر هذا من تعليقاتهم عندما يكتبونها لي في شبكات التواصل الإجتماعي، هم أيضاً لم يكونوا يتوقعون بأن شعب كوردستان عطوف ومسالم ومضياف الى هذا الحد، هم يطالبونني بأن اعثر لهم على وسيلة يتعرفون بها على هذا الشعب العظيم عن قرب، وكلما طال بقائي في هولير كلما تعرفت على أشياء اجمل من هذا الشعب الحبيب، لذا اتمنى من كل قلبي ان يصل شعب كوردستان الى حقوقه المشروعة ويحصل على الإعتراف من المجتمع الدولي كونه شعب مضطهد وصامد، شعب مسامح كريم، شعب يعترف بالجميع ولا يرفض احداً، شعب فتح ذراعيه لكل المظلومين والمنكوبين في المنطقة ويقدم يد العون والمساعدة للجميع، لكن السؤال هنا هو: لماذا يجب التعامل هكذا مع شعب تتواجد فيه كل هذه الصفات؟ هناك من يراني أدافع هكذا عن شعب كوردستان يقول بأنني مخطئة وشخصية مريضة، وانا الآن سعيدة بأن اقول لهم بل انتم من على خطأ، أقول من يكره الشعب الكوردي هو مريض بلا شك وبحاجة الى علاج نفسي. أتألم كثيراً عندما أرى شعباً كهذا الشعب يتعرض للإضطهاد، هو نموذج لشعب يجب على الجميع ان يكون مثله وليس يتعرض الى هجمات.
على أمل ان يصحو ضمير العالم ويراجع نفسه ويعترف بهذا الشعب ويحترمه.
لقد ادى الشعب الكوردي مهامه ودافع عن العالم كله ضد الإرهابيين وإيواء المنكوبين دون ان ينتظر كلمة شكر من ايٍ كان، ضحى بنفسه من اجل تحرير الآخرين، لايجب الإعتراف بهذا الشعب فحسب، بل على الجميع ان يسجد له ويحترمه.