Kurdî  ■  كوردی  ■  عربي
SAT, 20 APR 2024 00:25 Erbil, GMT +3
الحزب الديمقراطي الكوردستاني
الحرية  .  الديمقراطية  .  العدالة
 

سكاكين أميركية في ظهر كوردستان
| KDP.info


 إبراهيم اليوسف

يصور كثيرون أن مسعود بارزاني الذي أصرَّ على تنفيذ الاستفتاء كان يعلق الآمال على أميركا بأنها ستقف إلى جانبه، إلا أنه فوجئ بخذلانها له، ولشعبه. وهؤلاء لا يعرفون كنه أمرين، أولهما: أن السيد بارزاني، لم يتحمس لإجراء الاستفتاء إلا لأنه يعرف مدى أهميته كأول وثيقة تاريخية لشعبه على مدى التاريخ المعاصر، والدليل حالة الذعر التي أصابت الجوار في تركيا وإيران، إضافة إلى موقفي بغداد ودمشق، ناهيك بمواقف دول المنطقة والعالم التي ترتبط بهذه الدول الإقليمية بمصالح معروفة للقاصي والداني. وثانيهما أن ما دفعه إلى الإصرار بهذه الدرجة، على الاستفتاء، هو سعيه لتثبيت حقوق شعبه، وسط المعادلة السياسية التي تتغير، والتي باتت إيران خلالها لاعباً مقلقاً - ولو موقتاً - في سياسات المنطقة، وخطراً داهماً عليها، بل عاملاً متحكماً بالشأن العراقي وبالمنطقة، نتيجة جملة التواطؤات الأميركية.

لم يكن بارزاني ليثق يوماً واحداً بأميركا في ضوء قراءته لتاريخ سياسات «البيت الأبيض» تجاه شعبه، حتى في لحظات بلوغها أوج التفاهمات بعيد الهجرة المليونية في 1991، وعشية سقوط بغداد 2003، إذ إن أميركا وقفت عائقاً أمام ضم كركوك إلى الإقليم، وهي ذاتها تتحمل الآن وزر ما يحدث من خلاف على هذه المنطقة التي عدها الراحل الملا مصطفى بارزاني قلب كوردستان، وكانت سبباً في عدم توصله وبغداد إلى اتفاق نهائي. كما أن أميركا ذاتها حاولت تهميش البيشمركة حتى في شنكال وغيرها من المناطق التي سميت بـ «المتنازع عليها»، بعيد سقوط صدام حسين، حتى وإن بدت للوهلة الأولى متفهمة الكرد، متبنية قضيتهم، كمحاولة تكفير عن الخطيئة الغربية تجاههم بتقسيم خريطتهم، وكانت أمـــيركا ضالعة في ذلك، لا سيما بعد امتناعها عن تـــوقيع معاهدة فرساي في 1919 التي جاءت امتداداً واستـــجابة للمبادئ الأربعة عشر التي نادى بها ويلســـون في 1918، وكانت المادة الثانية عشرة منها تنص على منح الشــعوب غير التركية - ومنها الكرد - حقوقها في تقرير مصائرها، كما أنها لم تنخرط في أي مشروع لترســـيخ السلام في المنطقة، وموقفها من ثورة أيلول (سبتمبر) التي قادها الراحل الملا مصطفى بارزاني كان سلبياً، عقب نكسة الثورة في 1975 بعيد توقيع الاتفاقية بين صدام حسين وشاه إيران في رعاية الرئيس الجزائري، مع أنها سمحت له باللجوء إلى أميركا، ليسكن في ولاية فرجينيا إلى أواخر حياته.
يروي مدير الدراسات الاستخبارية في معهد بروكنغز والمسؤول السابق عن الشؤون الكندية وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بروس ريدل، أن بارزاني عندما زار أميركا مع قادة المعارضة العراقية الستة للمرة الأولى في 1992 كان الأكثر جدارة بالثقة وكان صعب الإقناع، وطوال الزيارة كان ينظر، وفي ضوء إرث خذلان أميركا الكوردَ، بعين الريبة إلى النيات الأميركية، وقد بدا له وهو في مكتب روزفلت متوتراً قلقاً. ويبين ريدل أن عدم ثقته بأميركا ظل يهيمن عليه.
مسعود بارزاني، ومن خلال رفضه الوصاية الأميركية التي تدخلت للحيلولة دون تنفيذ الاستفتاء، أكد على الملأ أنه لا يتسلح إلا باعتماده على إرادة شعبه، لا سيما بعد وثيقة الاتفاق بين مجمل الأحزاب الكوردستانية، وهو ما استفز مطبخ السياسات الأميركية الذي أراد إدارة ظهر المجن للكرد.
في المقابل، أكدت بيشمركة كردستان بعدما التقطت أنفاسها، بعيد نكسة كركوك في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أنه لم يكن في إمكان الحشد الشعبي دخول كركوك لولا عامل الخيانة، من قبل بعض من هم جزء من البيت الداخلي، وأن هذا الجيش الذي تديره إيران وتدعمه، وبتنسيق تركي صرف، وبموافقة أميركية، وبسلاح أميركي، لم يكن ليستطيع الصمود مجرد ساعات لولا تلك الخيانة.
ثمة محاولات ميؤوسة لتقديم رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، في مظهر المنتصر، وهو ما كان لينجح إلا بفعل «الضوء الأخضر الأميركي»، وذلك لدواع تكتيكية، أو حتى استراتيجية، من ضمن سياسات واشنطن المتعبة. وهو ما التقطته أربيل بوصفه رسالة واضحة، في اللحظة الأخيرة، وراحت تنسحب، وتغير خطتها بعيد تمكن إيران من اختراق خط المقاومة الكردستاني عبر بعض الذين تم استغلال هشاشة رؤيتهم، ودوافعهم الفردية، على خلفية إرث من خلافات البيت الكوردستاني، والتي نشأت، أصلاً، بسبب الدور الإيراني، وأنظمة الدول التي تتوزع عليها خريطة كردستان.
وهذا جميعاً ما يجعل أربيل منتصرة في نهاية المطاف، بعد أن حصلت على وثيقة حق تقرير مصيرها فيما سلمت بغداد مفاتيحها لإيران، وقبلت الإذعان لما يملى عليها.


* كاتب كوردي سوري مقيم في ألمانيا.
الحياة اللندنية




آخر الأخبار

مركزنا القانوني

FRIDAY, 19 APRIL 2024 20:04:35

فاضل ميراني

 
الرئيس بارزاني يستقبل رئيس الدائرة الانتخابية بمفوضية الانتخابات العراقية

THURSDAY, 18 APRIL 2024 20:04:00

هولیرـKDP.info ـ   استقبل الرئيس مسعود بارزاني، اليوم الخميس في مصيف صلاح الدين، القاضي عباس فرحان حسن، رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، والقاضي عامر موسى محمد، عضو مجلس المفوضين في المفوضية.

 

توماس سيلر: يقدر الدور التاريخي للرئيس بارزاني في العملية السياسية

WEDNESDAY, 17 APRIL 2024 20:04:27

هولیرـKDP.info ـ  عبّر سفير الاتحاد ِ الأوروبي في العراق توماس سيلر خلال لقائه الرئيس مسعود بارزاني اليوم عن تقديرِه  للدور  التاريخي للرئيس في العمليةِ السياسية وترسيخ  الاستقرار  في العراق وإقليم ِ كوردستان، وأكد على أن الاتحاد َ الأوروبي يأخذ ُ ملاحظات  وتحفظات  الحزب  الديمقراطي الكوردستاني بشأن  الجوانب الفنية للانتخابات وحِرمان  المُكونات على مَحمل ِ الجِد، ويتابع ُ عن كَثَب ٍ مع الأمم المتحدة خطوات  معالجة تلك المُشكلات، مُبيناً أن الاتحاد الأوروبي والأمم  المتحدة مُتفقان  على أن الانتخابات إذا اُجريت بدون  مُشاركةِ حزب كبير بحجم  الحزب الديمقراطي الكوردستاني فإنها في هذه الحالةِ سوف تكون ُ غير َ ناجحةٍ وغير َ ديمقراطية.

 

مسرور بارزاني يهنيء الأيزديين برأس سنتهم

WEDNESDAY, 17 APRIL 2024 20:04:23

هولیرـKDP.info ـ  قدم رئيس ُ حكومةِ إقليم ِ كوردستان مسرور بارزاني، تهنئة ً بمُناسبةِ حلول ِ السنةِ الإيزيديةِ الجديدة، وفيما يلي نصُها .....

 

الرئيس بارزانی یفتتح المعرض الدولي للكتاب بـ هولیر

WEDNESDAY, 17 APRIL 2024 20:04:53

هولیرـKDP.info ـ  افتتح الرئيس مسعود بارزاني، اليوم َ الأربعاء الدورة َ السادسة َ عشْرة َ  لمعرِض ِ هولیر الدولي للكتاب، قام َ بعد ذلك بجولةٍ داخلَ أرِوقةِ المعرِض، تفقد خلالـَها دورَ النشر ِ المُشارِكة .... ورافق سيادتَه ُ خلال َ الجولةِ عدد ٌ من الساسةِ والمسؤولين من بينِهم رئيس ُ مؤسسةِ المدى (فخري كريم) ....

 


 
© 2023 Kurdistan Democratic Party, KDP

Contact