سەرۆ قادر

قبل بضعة أيام وبالتحديد في الواحد والعشرين من شهر تموز الجاري أدلى نائب الرئيس العراقي نوري المالكي بحديث لوكالة (سبوتنيك) الروسية، وخلال اللقاء تطرق المالكي الى موضوع استفتاء اقليم كوردستان المقرر اجرائه في شهر أيلول القادم من العام الحالي وأردف المالكي قائلا: أن الظرف الراهن من الناحية الدولية والمعوقات الدستورية والقانونية يمنع اقليم كوردستان من السعي نحو الاستقلال. وكعادته المنهجية استطرد المالكي بالقول أن رئيس كوردستان (الرئيس بارزاني) هو من يحمل الان راية الاستقلال ويقود شعب كوردستان للمضي قدما نحو تجسيد وتحويل حلم الدولة الكردية الى واقع حقيقي.
ان المواقف الطائفية والشوفينية لنوري المالكي كانت ولاتزال ظاهرة للعيان بحيث وصل به التمادي وعدم الخجل من الله والبرية ليتحدث عن الدستور الذي انتهك المالكي حرماته وكان عاملا رئيسيا في عدم تطبيق مواد الدستور العراقي علما أن الدستور الذي تحدث عنه المالكي بشكل محرف ومتناقض يكفل للكورد حق تقرير المصير للشعب الكردي وليس باستطاعة المالكي منع هذا الشعب من مزاولة هذا الحق المشروع. ويبدو أن تنفيذ وتطبيق مواد الدستور العراقي وفق الاملائات القانونية الصحيحة ضمانة ايجابية لبقاء العراق موحدا لكن ارهاصات المالكي وتغلغله في سقف كل المؤامرات الدفينة التي حيكت ضد اقليم كردستان كان عاملا مباشرا ورئيسيا في تفكك العراق وتجزئته وليس ماتذرع به المالكي بالقول ان احلام رئيس اقليم كردستان هو السبب لتجزأة عراق اليوم. ومن عجب العجاب أن الدستور الذي ذكره المالكي في حديثه المرتبك بحيث لم يطبق حرفا من مضمون هذا الدستور لم يكن باستطاعته نيل أصوات الاغلبية بصيغته القانونية لولا دعم الشعب الكوردي لعملية استفتاء الدستور والوصول به الى بر الامان فقد كان بامكان المحافظات السنية العربية الثلاث رفض الدستور والحاق الفشل بعملية الاستفتاء لكن الدعم الكوردي للدستور أنقذ العملية برمتها.
اننا اليوم في كوردستان نعي ونعرف تماما الصفات الشخصية للمالكي حق المعرفة باعتباره انسانا مجردا من أدنى قيم الوفاء بعدما خاننا في الملح والزاد وطعن في ظهر الشعب الكردي الذي فتح له أبواب بيته فوق مصراعيه في أيام الثمانينات ونال منا كل الترحيب و الحماية والمعونة!!؟؟
وبعد سقوط النظام البعثي في العراق لم يكن بمقدور المالكي العودة الى بغداد عبر جنوب العراق فكان عودته الى بغداد عبر بوابة كوردستان وعن طريق معبر حاجي عمران الحدودية تحرسه قوات البيشمركة وحتى وصوله لبغداد ومن ثم حمايته داخل بغداد أيضا.. لكن وكما يقول المثل: اتق شر من أحسنت اليه، وفعلا فقد بدا المالكي بالتمادي ومعاداة من مدوا اليه  يد العون والحماية والمساعدة فعندما تسلم السلطة واستغل النفوذ الوظيفي له كرئيس للوزراء لاغراض مريضة واستغل المنصب كظرف مشدد تجاه اقليم كوردستان قطع ميزانية وقوت شعب كوردستان وهكذا تنصل المالكي من كل قيم الوفاء ونال من براءة شعب كردستان وهذا ليس غريبا عليه فقد قالوا قديما : الغدر هو أحقر الجرائم الانسانية وكيف لا بحيث كانت حجم المؤامرة التي تحاك ضد كردستان كبيرا وحسب مخطط تآمري مقيت قاموا بتوجيه همجية فلول داعش ونيرانه صوب  اقليم كردستان وكانت معركة الدفاع عن مقدسات كوردستان في ذروتها وكان المالكي مستعدا للدخول في كل صفقات المشبوهة للتآمر ضد الاقليم لكن هيهات وبعكس ماخطط له المتآمرون فقد حمت قوات البيشمركة أرض كوردستان وشعبه المغوار بكل شرف و بسالة اضافة الى قيامهم بمساعدة القوات العراقية لمواصلة قتالهم ضد داعش ومن ثم تحرير الموصل المدينة التي سلمها المالكي لوحشية الدواعش.
وفي موضع آخر يتحدث المالكي عن انعدام الدعم الدولي لكوردستان في قضية الاستقلال ويقول: ان دولة اسرائيل وحدها من تساند اقليم كوردستان في تطلعاته نحو الاستقلال. ونحن نقول له أن الدور المحوري لاقليم كوردستان وقوات البيشمركة في قهر ودحر شأفة الارهاب تعتبر الركيزة الاساسية لنيل الدعم الدبلوماسي على المستوى الدولي بحيث جعلت من كوردستان طرفا وركنا أساسيا قويا في التحالف الدولي القائم ضد داعش لذا ومن منطلق ذاك الدستور الذي قال عنه المالكي أنه لايعطينا الحق لاجراء الاستفتاء والاستقلال سوف نخوض عملية الاستفتاء بكل جرأة واصرار ونحرز النصر وان غدا لناظره لقريب؟
أما بخصوص الحديث عن الاجزاء الاخرى  من كردستان والذي تحدث عنه المالكي باسلوب مظلل فيه الكثير من المزايدات لتشويه الحقائق نقول: نحن في اقليم كوردستان نتجه نحو الاستقلال والانتصار أما الاجزاء الاخرى من كردستان وكما أسلفنا سابقا ودائما ان لكل جزء من الاجزاء الاربعة خصوصيته الخاصة ونحن نتفهم خصوصيات الكل وندعم الحلول السليمة لكل جزء... وعندما لايريد نوري كامل المالكي ان يفهم سيبقى خائبا في الميدان أو كما يقول الشاعر: وكم عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم.